responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 363


وضرب أصحابه بالسيف ، وكالذي روى عن عمر من أنه طعن في رواية أبي هريرة [1] وشتم خالد بن الوليد وحكم بفسقه ، وخون عمرو بن العاص ومعاوية ونسبهما إلى سرقة مال الفيئ واقتطاعه ، وقل أن يكون في الصحابة من سلم من لسانه أو يده ، إلى كثير من أمثال ذلك مما رواه التاريخ - وكان التابعون يسلكون بالصحابة هذا المسلك ويقولون في العصاة منهم هذا القول ، وإنما اتخذهم العامة أربابا بعد ذلك . والصحابة قوم من الناس ، لهم ما للناس وعليهم ما عليهم . من أساء ذممناه ، ومن أحسن منهم حمدناه ، وليس لهم على غيرهم كبير فضل إلا بمشاهدة الرسول ومعاصرته لا غير ، بل ربما كانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم ، لأنهم شاهدوا الأعلام والمعجزات ، فمعاصينا أخف لأننا أعذر " .
بعد أن فرغنا من الكلام عن عدالة الصحابة نبين كيف كان موقف علماء الأمة من أخبار الآحاد .
موقف علماء الأمة من أخبار الآحاد قال الجزائري يعقب على قول ابن الصلاح [2] : إن الأمة قد تلقت البخاري ومسلم بالقبول " ! إنه لم يبين ماذا أراد بالأمة ! ولا ماذا أراد بتلقيها إياهما بالقبول !
وقد كان عليه أن يبين ذلك حتى لا تذهب العقول والأفهام في ذلك كل مذهب .
فإذا أراد بالأمة كل الأمة فلا يخفى فساده لأن الكتابين إنما حسنا في المئة الثالثة بعد عصر البخاري وأئمة المذاهب المتبعة ، وإن أراد بعضها - وهم من وجد بعد الكتابين فهم بعض الأمة فلا يستقيم دليله ، وإن أراد بالأمة علماءها - وهو الظاهر - فإن العلماء في هذا الأمر ثلاثة أقسام .
المتكلمون - والفقهاء - والنحويون - على أن العلماء الذين ينطبق عليهم هذا الوصف إنما هم الذين جاءوا بعد ظهور هذين الكتابين ، في القرن الثالث الهجري ، أما من قبلهم من أهل القرون الأولى الذين جاء فيهم حديث رفعوه إلى النبي صلى الله عليه وآله



[1] يراجع كتابنا " شيخ المضيرة " .
[2] ص 125 من توجيه النظر .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست