فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم - قال البخاري فكان ابن أبي مليكه يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا ونفتن عن ديننا .
هذا بعض ما نقلناه من البخاري ومسلم وفيهما وفي غيرهما كثير أعرضنا عنه خشية التطويل .
المنافقون من الصحابة وما جاء عنهم في سورة التوبة عن غزوة تبوك :
ذكر البغوي وغيره عن ابن عباس أنه قال : لم يكن رسول الله يعرف المنافقين حتى نزلت سورة براءة وكان قبلها يعرف بعض صفاتهم وأقوالهم وأفعالهم مما جاء عنهم في عدة سور نزلت قبل سورة براءة ، منها سورة المنافقين والأحزاب والنساء والأنفال والقتال والحشر .
أما سورة براءة فقد فضحتهم وكشفت جميع أنواع نفاقهم الظاهرة والباطنة ومن أجل ذلك سميت ( الفاضحة ) والمبعثرة ، والمشردة ، والمخزية ، والمثيرة ، والحافرة والمنكلة ، والمدمدمة ، وسورة العذاب !
وإليك بيان أمورهم في غزوة تبوك ، وحدها ، وأعمالهم وآيات نفاقهم ، وهتك أستارهم وعقابهم مرتبة على سياق آيات سورة التوبة لا على الحروف [1] :
1 - استئذانهم في التخلف وهو لا يقع من مؤمن ، وإنما يستأذن ترك الجهاد من لا يؤمن بالله ولا بالآخرة ( 467 ) .
2 - لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ( 471 ) 3 - إن الله كره انبعاثهم فثبطهم ( 471 ) 4 - إنهم لو خرجوا في المؤمنين لم يزيدوهم إلا خبالا ، ويبغون فتنتهم ( 473 ) .