responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 339


عثمان ، فاجتمعت فيه الرواية المكتوبة ، والرواية المحفوظة في الذاكرة ، وتطابقت كلتا الروايتين دائما ، فلا معنى للشك في نص من نصوص القرآن لأنها وصلت إلينا عن طريق لا يقبل فيها الشك .
وإنا إذ نسوق ما سقناه من عرض الحقائق على وجهها ، وإظهار وقائع التاريخ بعد تمحيصها ، لا نقصد وأيم الله أن ننال أحدا بسوء من عندنا ، وإنما لنبين في غير حرج أمر الصحابة على حقيقته ، وأنهم أناس من الناس فيهم البر والآثم ، والصادق وغير الصادق ، وأنهم كانوا يعيشون في الحياة ويستمتعون بها كما يعيش الناس ويستمتعون ، وهذا كله لا يضر الإسلام في شئ وإن ضياءه ليشرق من كتابه العظيم على الناس إلى يوم الدين .
عدالة الصحابة إن أمر عدالة جميع الصحابة أمر خطير ، كثر الكلام فيه ، وطال المراء حوله في كل العصور ، فهو من أجل ذلك يستحق الاهتمام ، ويحتاج إلى العناية حتى يعتدل الرأي فيه ، ويزول الاختلاف عليه .
لقد اختلف المسلمون في هذه العدالة اختلافا كثيرا ، على حين أنها في نفسها قضية مسلمة فصل القرآن والرسول فيها ، وهي بذلك لا تدعو إلى الخلاف ، ولا تفتقر إلى جدال ، وهل يصح في قضية فصل القرآن والرسول فيها أن يدور حولها خلاف أو جدال ؟ ؟ لقد غلا فيها قوم حتى قضوا بعدالتهم جميعا حتى من انغمس منهم في الفتنة أو نزل الكتاب بنفاقه ، بحيث لا يجوز أن يوجه إلى واحد منهم نقد ، أو تقابل روايته بشك ومن فعل ذلك فقد فسق [1] .
وهذا لعمرك إسراف في الثقة ، وإفراط في التقدير ، ثم هو غير ذلك يتعارض مع ما جاء في الكتاب والسنة في الأدلة القوية ، ولا يتفق والطبائع البشرية .
إن القول بعدالة جميع الصحابة ، وتقديس كتب الحديث يرجع إليهما كل ما أصاب الإسلام من طعنات أعدائه ، وضيق صدور ذوي الفكر من أوليائه !



[1] ارجع إلى ردنا على العجاج وغيره بكتابنا " شيخ المضيرة " .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست