responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 271


لبني أمية على بني هاشم بما كان لهم من قوة ومكر ، وما كان في أيديهم من مال وسلطان وقهر .
وثم ناحية أخرى كان لها حظ كبير - في العبث بالرواية - وكان عمل أصحابها دينيا خفيا ، وغايتها التي تسعى إليها أن تفسد عقائد الدين النقية ، بأن تدخل فيها ما ليس منها وتدس إليها من التعاليم الزائفة ما يشوه جمالها ، أولئك هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين أظهروا الإسلام خدعة ، ثم ألقوا ما شاء لهم الكيد والهوى من الإسرائيليات والمسيحيات والأكاذيب في دين العرب الجديد - كما مر بك - ومن هذا ، ومن أسباب كثيرة بيناها من قبل ، أخذ الوضع والكذب يفشوان بين الناس ، واستبحرت الرواية عن رسول الله حتى ركب الناس في ذلك - كما قال ابن عباس - الصعبة والذلول .
وإذا كان القرآن وهو الذي جعل له الرسول كتابا يقيدونه ساعة الوحي وكتب مرة أخرى في عهد أبي بكر ، وكان يحفظه كثير من الصحابة ، وقضى الله بحفظه في قوله تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ، قد اختلف المسلمون في قراءته حتى كفر بعضهم بعضا ، ووقع هذا الاختلاف قبل انقضاء حوالي عشر سنين على موت الرسول صلوات الله عليه حتى اضطر عثمان في سنة 25 ه‌ إلى كتابة مصاحف تحمل الصورة الصحيحة منه ، ويبعث بها إلى الأمصار ، ويأمر بما سواها من المصاحف التي تحمل القرآن المختلف في قراءته أن يحرق - إذا كان أمر القرآن هكذا ، فترى ماذا يكون أمر الحديث وهو لم يكتب في عهد النبي ، ولا في عهد أبي بكر ولا في عهد عثمان وظل أمره مطلقا من قيد التدوين تكتنفه تلك الأهواء المختلفة ، وتترامى به تيارات الأغراض المتباينة قرنا وبعض قرن ؟ ؟ ! !
من أجل ذلك كان الوصول إلى معرفة الأحاديث الصحيحة شاقا ، والبحث عن معرفة حقيقة ضمائر الرواة أشق . وإذا علم ذلك كله بدا - ولا ريب - أن تأخير التدوين كان له ضرر بالغ ، إذ كان سببا في اتساع آفاق الرواية ، واختلاط الصحيح بالموضوع ، وتعذر التمييز بينهما على مر الدهور .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست