responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 258


تدوين الحديث [1] كيف نشأ تدوين الحديث :
عندما شرعوا في تدوين الحديث دونوه على الهيئة التي وصل بها إليهم ، فجمع كل منهم ما جمع مما رواه الرواة بالأسانيد التي رووه بها ، وبعد ذلك بحثوا عن أحوال هؤلاء الرواة لكي يعرفوا من تقبل روايته ومن ترد .
وعلى أنهم قد بذلوا في هذه السبيل ما بذلوا ، لكنهم لم يصلوا إلى الغرض المرجو منه ولا بلغوا مستقر اليقين الذي تسكن إليه النفس ويطمئن به القلب من أن ما دونوه هو نفس ما نطق النبي به بحيث لا يدنو منه شك ، أو يعروه شبهة .
وأنى لهم أن ينفذوا إلى دخائل النفوس وبواطنها حتى يطلعوا على حقيقتها ؟
ومن أجل ذلك جاءت كتبهم ( كلها ) وليس فيها مما جاء عن رسول الله - حديث يعتبر متواترا ، بل نجدها قد جمعت بين ما هو صحيح في نظر الرواة وما هو موضوع لا أصل له ، ولا يخلو من ذلك كتاب حتى التي سموها الصحاح وهي البخاري ومسلم لأنها لم تسلم من سهام النقد التي وجهها إلى كتب الحديث أئمة الحديث وعلماء الأصول وعلم الكلام .
وسيتبين لك كل ذلك فيما سيقابلك في مواضيعه من هذا الكتاب .
وقد رأيت فيما تقدم من الفصل السابق أن الصحابة في عهد أبي بكر قد جمعوا القرآن في موضع واحد ، مما كان قد كتب في حياة الرسول صلوات الله عليه ، وما حفظ في الصدور ، وأنهم قد عنوا بذلك عناية فائقة ، أما أحاديث الرسول فإنهم لم يكتبوها ولم يجمعوها لأنها لم تكتب في عهد النبي كما كتب القرآن ، إذ كان



[1] التدوين هو تقييد المتفرق المثبت وجمعه في ديوان أي في كتاب تجمع فيه الصحف فيضم الشمل ويحفظ من الضياع ، وهو أوسع من التقييد بمعناه المحدود . في تاج العروس دونه تدوينا جمعه ، وقال نقلا عن الفيروزآبادي : الديوان مجمع الصحف . والتصنيف أدق من التدوين فهو ترتيب ما دون في فصول محدودة ، وأبواب متميزة . قال في تاج العروس - وصنفه تصنيفا جعله أصنافا وميز بعضها عن بعض ، وقال الزمشخري ومنه تصنيف الكتاب .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست