وعاد من عاداه ؟ فقال : اللهم نعم . فقال : فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه ، ثم قام عنه - بعد أن لطمه هذه اللطمة الأليمة .
وروى مسلم :
أن معاوية بن أبي سفيان قال لسعد بن أبي وقاص : ما يمنعك أن تسب أبا تراب [1] ؟
فقال : أما ذكرت ثلاثا قالهن له الرسول ؟ فلن أسبه - لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ! سمعت رسول الله يقول له ، لما خلفه في بعض مغازيه [2] يا رسول الله : خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبوة بعدي " وسمعته يقول يوم خيبر ، " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " ، فتطاولنا لها فقال : ادعوا عليا فأتي به أرمد . فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه - ولما نزلت هذه الآية " قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم " الآية دعا رسول الله - عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهم هؤلاء أهلي .
ومن فضائل على أن النبي قال له : أنت مني وأنا منك . وقال له : من كنت مولاه فعلي مولاه . وقال أحمد بن حنبل ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي . وقال هو والنسائي والنيسابوري وغيرهم : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء فيه .
وأخرج مسلم عن علي : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد إلى : " أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " وقد جمع النسائي في مناقبه كتاب الخصائص .
سيرته في ولايته :
استعمل عمر أبا هريرة على البحرين حوالي سنة 21 ه ثم بلغه عنه أشياء تخل بأمانة الوالي العادل فعزله وولى مكانه عثمان بن أبي العاص الثقفي - واستدعاه وقال