responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 180


الخفاء لكن يحقق أغراضه التي أسلم من أجلها ، ورأى أن ذلك لا يتسنى إلا بعد التخلص من هذه الصخرة العاتية التي اعترضت طريقه ، وحالت بينه وبين ما يريد ، وما لبث أن أتيحت له فرصة المؤامرة التي دبرتها جمعية سرية لقتل عمر فاشترك فيها ونفخ في نارها !
ولما خلا له الجو بقتله ، وأمن من خوفه ، أطلق العنان لنفسه لكي يبث ما شاء الكيد اليهودي أن يبث من الخرافات والإسرائيليات التي تشوه بهاء الدين يعاونه في ذلك تلاميذه الكبار أمثال : عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر ، وأبو هريرة . .
ولم يكفه ذلك ، ولا أقنعه أن يصبح ولا معارض له فيما يريد ، وأن يجد من غفلة المسلمين ، وعون الحاكمين إصغاء لكل ما يفتري وتقديرا ، بل ظل على مكره يهتبل كل فرصة لكي يضرب الإسلام من ضرباته الخبيثة .
ولنضرب لذلك هنا مثلا واحدا نجتزئ به ، ذلك أنه لما اشتعلت نيران الفتنة في زمن عثمان واشتد زفيرها ، حتى التهمت عثمان فقتلته وهو في بيته ، لم يدع هذا الكاهن الماكر هذه الفرصة تمر دون أن يهتبلها بل أسرع ينفخ في نارها ويسهم بكيده اليهودي فيها ما استطاع على ذلك سبيلا ، وقد كان من كيده في هذه الفتنة أن أرهص بيهوديته بأن الخلافة بعد عثمان ستكون لمعاوية !
فقد روى وكيع عن الأعمش عن أبي صالح ( 1 ) أن الحادي كان يحدو بعثمان ( رضي الله عنه ) يقول :
إن الأمير بعده علي * وفي الزبير خلق رضي فقال كعب الأحبار : بل هو صاحب البغلة الشهباء ! ( يعني معاوية ) ، وكان يراه يركب بغلة . فبلغ ذلك معاوية فأتاه فقال : يا أبا إسحاق ما تقول هذا ! وها هنا علي والزبير وأصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ! قال : أنت صاحبها . ولعله أردف ذلك بقوله : إني وجدت ذلك في الكتاب الأول ! !
وقدر معاوية هذه اليد الجليلة لكعب ، وأخذ يغمره بأفضاله ، وقد عرف من تاريخ


( 2 ) ص 51 من رسالة النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم للمقريزي .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست