responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 18


ووقف هؤلاء وهؤلاء عند ظواهر الحديث كما أدت إليه الرواية مطمئنين إليها ، آخذين بها من غير بحث فيها ولا تمحيص لها .
وعلى أنهم قد بذلوا أقصى جهدهم في دراسة علم الحديث من حيث العناية بسنده حتى قيل : " إن علم الحديث قد نضج واحترق " [1] . فإنهم قد أهملوا جميعا أمرا خطيرا كان يجب أن يعرف قبل النظر في هذا العلم ودرس كتبه - ذلك هو البحث عن حقيقة النص الصحيح لما تحدث به النبي صلوات الله عليه . وهل أمر بكتابة هذا النص بلفظه عند إلقائه - كما فعل بالقرآن الكريم . أو تركه ونهى عن كتابته ؟ وهل دونه الصحابة ومن بعدهم ، أو انصرفوا عن تدوينه ؟ وماذا كان أمرهم - ومن تبعهم - عندما أخذوا في روايته ؟ وهل ما روي منه قد جاء مطابقا لحقيقة ما نطق به النبي - لفظا ومعنى - أو كان مخالفا له ؟ وما هي العوامل التي تدسست إليه من نزعات أعدائه ، والمؤثرات التي أصابته من أغراض أوليائه ، حتى شيب بما ليس منه ، وتسرب إليه ما هو غريب عنه ؟ ثم في أي زمن دون ما حملته الرواية منه ؟ وهل اتخذ التدوين طريقة واحدة لم تتغير على مد العصور وتوالي الأجيال ؟ وفي أية صورة خرج أخيرا إلى الناس في كتبه التي اعتمد عليها الجمهور ؟
وماذا كان موقف علماء الأمة منه ؟ وما مبلغ ثقتهم به ، ومدى اختلافهم فيه ، بعد أن عراه ما عراه وتأثر بما تأثر به ؟ وما إلى ذلك من الأمور المهمة التي يجب أن يعرفها كل مسلم أو باحث في الدين الإسلامي قبل النظر فيه ، والأخذ بما تؤدي إليه ألفاظه ومعانيه .
أما هذا كله وغيره مما يتصل - بحياة الحديث وتاريخه - فقد انصرف عنه العلماء والباحثون ، وتركوه أخبارا في بطون الكتب مبعثرة ، وأقوالا بين ضمائر الأسفار مستترة ، لا يضم نشرها كتاب ولا يعنى بتصنيفها باحث نقاب [2] .
ولقد كان يجب عليهم قبل أن يشتغلوا بعلم الحديث أن يعرفوا تاريخ هذا



[1] قالوا : العلوم ثلاثة : علم نضج وما احترق ، وهو علم النحو والأصول ، وعلم لا نضج ولا احترق ، وهو علم البيان والتفسير ، وعلم نضج واحترق وهو علم الحديث والفقه .
[2] يقال رجل نقاب أي نافذ الأمور .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست