وضوء أبي هريرة : " فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين . ثم قال : فذكره . ثم رواه أحمد ( 2 / 4 33 ، 23 5 ) من طريق فليح بن سليمان عن نعيم به نحوه وزاد : قال نعيم : لا أدري قوله : " من استطاع أن يطيل غرته فليفعل " من قول رسول الله اله ( صلى الله عليه وسلم ) أو من قول أبي هريرة ؟ " . وقال الحافظ عقب هذه الرواية : " و ( لم أر ) هذه الجملة في رواية أحمد ممن روى هذا الحديث من الصحابة وهم عشرة ، ولا ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه . والله أعلم " . قلت : خفي على الحافظ رواية ليث عن كعب عن أبي هريرة مرفوعا " إنكم الغر المحجلون " " الحديث وفيه هذه الجملة " . أخرجها أحمد ( 2 / 362 ) وأبو يعلى في " مسنده ) ( ق 300 / 2 ) . لكن ليث وهو ابن أبي سليم ضعيف فلا يحتج بروايته وقد قال ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 1 / 316 ) : " فهذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بين ذلك غير واحد من الحافظ [1] . وكان شيخنا يقول : هذه اللفظة لا يمكن أن تكون من كلام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " فإن الغرة لا تكون في اليد ، لا تكون إلا في الوجه ، وإطالته غير ممكنة : إذ تدخل في الرأس فلا تسمى تلك غرة " . ( تنبيه ) قال ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 69 ) بعد أن ذكر حديث أبي هريرة هذا بلفظ المصنف : " إنما يدل على إدخال المرفقين والكعبين في الوضوء ، ولا يدل على مسألة الإطالة " وينكر عليه رواية ابن أبي هلال عند مسلم فإن فيها " فغسل يديه حتى كاد يبلغ المنكبين " فإنها صريحة في مسألة الإطالة . ويمكن أن يجاب من طرف ابن القيم بأن هذه الرواية وإن كانت في الصحيح فإن أبي هلال كان قد اختلط كما قال أحمد ، ولا يدرى أحدث بهذا الحديث قبل الاختلاط أم .
[1] صحيح الترغيب والترهيب الحديث برقم ( 171 ) . طبع المكتب الاسلامي .