قال ابن النديم : انّه قرأ على عبد الرحمن بن أبي ليلى وحمزة بن حبيب ، فما خالف فيه الكسائي حمزة فهو بقراءة ابن أبي ليلى ، وكان ابن أبي ليلى يقرأ بحرف عليّ عليه السلام .
وقال الخطيب : وتعلّم النحو على كبر ، وسببه أن جاء إلى قوم وقد أعيى فقال : قد عييتَ ، فقالوا : تجالسنا وأنت تلحن ، قال : كيف لحنت ؟ قالوا : إن كنت أردت من انقطاع الحيلة فقل : عييت ( مخففاً ) وإن أردت من التعب فقل : أعييت ، فأنِف من هذه الكلمة وقام من فوره وسأل عمّن يعلّم النحو ، فأُرشد إلى معاذ الهرّاء ، فلزمه حتى أنفد ما عنده ، ثم خرج إلى البصرة فلقي الخليل وجلس في حلقته ، فقال له رجل من الأعراب : تركت أسد الكوفة وتميماً وعندها الفصاحة ، وجئت إلى البصرة !
فقال للخليل : من أين أخذت علمَك هذا ؟ فقال : من بوادي الحجاز ونجد وتهامة ، فخرج ورجع ، وقد أنفذ خمس عشرة قنينة حبراً في الكتابة عن العرب ، سوى ما حفظ ، فقدم البصرة فوجد الخليل قد مات وفي موضعه يونس ، فجرت بينهما مسائل أقر له فيها يونس ، وصدّره في موضعه .
ومع هذا كلّه فقد قال الفرّاء : مات الكسائي وهو لا يحسن حد ( نعم ) و ( بئس ) و ( أن ) المفتوحة الهمزة ، والحكاية .
ومن الطرافة ما قاله ابن الدورقي : اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد ، فحضرت الصلاة فقدّموا الكسائي يصلّي ، فأرتج عليه في قراءة : ( قل يا أيها الكافرون ) فقال اليزيدي : قراءة ( قل يا أيها الكافرون ) ترتج على قارئ الكوفة ، قال : فحضرت صلاة فقدّموا اليزيدي فارتج عليه في سورة الحمد ، فلمّا سلّم قال :