من فيه رائحة تسليم المسألة بالكلية إذا تؤمّل كلامه وتصنيفه حق التأمل ، وأبصر بالعين الصحيحة وأحضر له الفكر الصافي فإنّ فيه نظر ولبس ، ولتفهم عنّي ما أقول :
إعلم رعاك الله إنّ المقدّر المعلوم من مذهب هذا الشيخ الفقيه قوله وفتياه وتصنيفه الشائع عنه ، وخلافه فيه وقوله الذي لم يرجع عنه في كتابه يكاد يُعلم بين أصحابنا ضرورة : أنّ الماء المستعمل في الطهارة الكبرى [1] . . . .
هذا ما قاله في كتاب الطهارة ممّا أشار إليه الناقد فأين توجد عبارة : وخالي شيخ الأعاجم ؟ ! وأين يوجد قوله : يفوه من فيه رائحة النجاسة ؟ !
أليس هذا بهتاناً عظيماً .
وأظن - وظن الألمعي يقين - أنّ المرحوم الشيخ المامقاني قدس سره لم يراجع في ذلك كتاب السرائر ، وانّما أثبت ما تناقلته الألسنة . وقد فاته انّ الشيخ الطوسي لم يُذكر انّه خال ابن إدريس ، وانّما ادُعّي فيه انّه جده ، وهو نفسه ذكر ذلك في ترجمة المصنّف ، وذلك أيضاً لم يثبت كما بيّناه سابقاً ، فكان عليه الفحص والتحقيق في ذلك أيضاً .
على أنّ المصنّف له نحو ما نقلناه عنه آنفاً في مقام آخر ، وذلك في كتاب الحدود في مسألة قطع النباش قال :
وشيخنا أبو جعفر رحمه الله يفوح من فيه استدلاله في مسائل خلافه إلى اعتبار النصاب [2] . فأين هذا مما نسبه إليه المرحوم المامقاني ؟ !