responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 213


فوق إلى أسفل والحلول من المكان والنزول به قوله ( اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ ) ويقال هبطنا بلد كذا قال زهير :
ما زلت أرمقهم حتى إذا هبطت * أيدي المطي بهم من راكس فلقا قوله سبحانه :
« اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ » ( 34 / 2 ) عداوة إبليس لآدم وذريته مشهورة وأما عداوة آدم والمؤمنين من ذريته لإبليس فهي واجبة لما يجب على المؤمنين من معاداة الكفار المارقين عن طاعة الله وأما إذا حمل الخطاب على آدم وحواء دون غيرهما يحمل قوله ( لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) على أن المراد به الذرية كأنه قال اهبطوا وقد علمت من أحوال ذريتكم أن بعضهم يعادي بعضا وعلق الخطاب بهما على الاختصاص بين الذرية وبين أصلهم .
قوله سبحانه :
« فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ » ( 115 / 20 ) قيل أي بأن يغويكما لتخالفا ما أمر الله تعالى به وبعصيانه فتقتضي المصلحة حينئذ إخراجكما نسب الإخراج إلى إبليس إذ كان بدعائه وإغوائه ومعنى فَتَشْقى تتعب بأن تأكل من كد يدك .
قوله سبحانه :
« فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ » ( 34 / 2 ) ( فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما ) ( 19 / 7 ) نفس الإخراج وتقليب اللباس لا يكون عقابا لأن العقوبة هي الضرر والألم الواقعان على سبيل الاستخفاف والإهانة ومن تعبد الله تعالى فيه بنهاية التعظيم لا يكون منا ومنه تعالى الاستخفاف والإهانة وأي نفس تسكن إلى أن والديها مستخف مهان قوله سبحانه :
« كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ » ( 26 / 7 ) يعني أغوى أبويكم آدم وحواء نسب الإخراج إليه لما كان بإغوائه وجرى ذلك مجرى ذم الله فرعون بأنه يذبح أبناءهم والذم فيها راجع إلى فعل المذموم وأكد بذكر هذه الصفة لبيان منزلة فعله في عظم الفاحشة .

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست