responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 144


يرد منه فليس بإيمان وفي قوله إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وجهان أن تلجئهم إلى ذلك وهو الصحيح ولا يجوز أنهم لا يؤمنون ما لم يشأ الله منهم أن يؤمنوا إنه لا يجوز أن يريد المعاصي فإنه قد أراد من الجميع الإيمان وإنه ذكر ذلك تقريعا لهم ولو أراد أنهم إنما لا يؤمنون لأني ما شئت منهم الإيمان ومتى شئت آمنوا لكان مبنيا بذلك عذرهم ولصح احتجاجهم بأنه لو شاء الرحمن ما عبدوا من دونه من شيء ولأدى إلى تناقض القرآن نحو ( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ ) فصل قوله تعالى : « وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ » ( 23 / 18 ) ليس فيه أن أفعالنا متعلقة بمشيته لأنه لم يقل حتى تقول إن شاء الله أو لم يقل إلا أن تقول وادعاء الحذف عدول عن الظاهر قال الفراء تجعل حرف الشرط الذي هو إن متعلقا بما قبله وبما هو متعلق به في الظاهر من تقدير محذوف ويكون التقدير ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن تقول إن شاء الله لأن من عادتهم إضمار القول في مثل هذا الموضع والموجود منه دلالة على المفقود وهذا تأديب من الله لعباده حتى يخرجوا من حد القطع ولا شبهة أن ذلك مختص بالطاعات دون المقبحات ولا يستجيز مسلم أن يقول إني أزني غدا إن شاء الله وقال أبو علي عنى بذلك أن من لا يأمن أن يبقى إلى غد فلا يقول إني سأفعل غدا كذا وكذا فإنه ربما مات أو عجز أو منع فلا يأمن أن يكون خبره كذبا في معلوم الله فلا يسلم خبره هذا من الكذب إلا بالاستثناء الناشي :
قد قلت ربي يشاء شيئا ويسخطه * وإنه قد قضى ما ليس راضية وإنه قد يكون العبد متبعا * لما يشاء يقضي وهو عاصية وإنه جائز في العدل خالقنا * تكليف عبد ضعيف لا قوى فيه وإنه أرسل الداعي ليدعونا * وصد أكثرنا عن أمر داعيه وقال من لم يجب داعي مستبقا * فسوف أدخله نارا وأصليه كفعل ذي حنق قاس وذي عنت * يعيب جور القضا منا ويأتيه يقدر الكفر فينا ثم يسخطه * يقول ألم كان ما أقضي وأنشيه

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست