نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 14
الاعجاز
قصة داود
الملائكة
فصل قوله تعالى : « وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الأَمْرُ » ( 7 / 6 ) لو أنزلنا ملكا في صورته لقامت الساعة ووجب استيصالهم ثم قال ( وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا ) أي في صورة رجل لأن أبصار البشر لا تقدر على النظر إلى صورة ملك على هيئته للطف الملك وقلة شعاع أبصارنا ولذلك كان جبريل يأتي النبي عليه السلام في صورة دحية الكلبي وكذلك الملائكة الذين دخلوا على إبراهيم في صورة الأضياف حتى قدم إليهم عجلا سمينا لأنه لم يعلم أنهم ملائكة وكذلك لما تسور المحراب على داود الملكان كانا على صورة رجلين يختصمان إليه . قوله سبحانه : « إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ - يا مَرْيَمُ اقْنُتِي » ( ( 37 / 3 ) الآية قال الجبائي ظهور الملائكة لمريم أنما كان معجزة لزكريا عليه السلام لأن مريم لم تكن نبية لقوله ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ) وقال ابن الإخشيد كان ذلك إظهارا لنبوة عيسى عليه السلام كما كان ظهور الشهب والغمامة وغيرهما معجزة للنبي عليه السلام ويجوز عندنا أن يكون معجزة لها وكرامة وإن لم تكن نبية لأن إظهار المعجزات عندنا أنما تدل على صدق من ظهرت على يده سواء كان نبيا أو إماما أو صالحا على أنه يحتمل أن يكون الله قال ذلك لمريم وقد يقال قال الله لها وإن كان بواسطة كما تقول قال الله كذا وكذا وإن كان على لسان النبي عليه السلام . قوله سبحانه : « ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى » ( ( 11 / 53 ) إنما جاز أن تتصور الملائكة في صورة البشر مع ما فيه من الإيهام لأنه قد اقترن به دلالة وكان فيه مصلحة فجرى مجرى السراب الذي يتخيل أنه ماء من غير علم بأنه ماء . قوله سبحانه : « عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ » ( 66 / 6 ) معناه غلاظ في الأخلاق شداد في القوى وإن كانوا رقاق الأجسام لأن الظاهر من حال الملك أنه روحاني فخروجه عن الروحانية كخروجه
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 14