responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 184


فصل قوله تعالى : « وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً » ( 17 / 17 ) الإهلاك على سبيل الامتحان أو الاستحقاق حسن وإنما يقبح إذا كان ظلما والله تعالى منزه عن ذلك ولا ظاهر الآية يقتضي ذلك وإذا قامت الدلالة على أنه تعالى منزه عن القبائح علمنا أن هذه الآية لم تتعلق إلا بالإهلاك الحسن قوله ( أَمَرْنا مُتْرَفِيها ) المأمور به محذوف وليس يجب أن يكون المأمور به هو الفسق وإن وقع بعده الفسق وهذا كما يقول أمرته فعصى ودعوته فأبى والمراد أمرته بالطاعة ودعوته إلى الإجابة وإنه تعالى لم يعلق الإرادة إلا بإهلاك مستحق بما تقدم من الذنوب والذي حسن قوله إِذا أَرَدْنا هو أن في تكرار الأمر بالطاعة والإيمان إعذارا إلى العصاة وإنذارا لهم وإثباتا للحجة عليهم حتى يكونوا متى خالفوا بعد تكرار الإنذار ممن يحق عليه القول ويجب عليه الحجة يوضح ذلك قوله قبل الآية وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ويكون أَمَرْنا مُتْرَفِيها من صفة القرية وصلتها ولا يكون جوابا لقوله وَإِذا أَرَدْنا ويكون تقدير الكلام وإذا أردنا أن نهلك قرية من صفتها أنا إذا أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ولم يأت لها جواب ظاهر في الآية للاستغناء عنه بما في الكلام من الدلالة عليه نحو حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ الآية ولم يأت لإذا جواب في طول الكلام للاستغناء عنه قال الهذلي :
حتى إذا سلكوهم في قنائدة * شلا كما تطرد الحمالة الشردا حذف جواب إذا والبيت آخر القصيدة ويكون ذكر الإرادة في الآية مجازا وإنهم متى أمروا فسقوا ويجري ذكر الإرادة في الآية هاهنا مجرى قولهم إذا أراد التاجر أن يفتقر أتته النوائب من كل جهة والخسران من كل طريق وقولهم إذا أراد العليل أن يموت خلط في مأكله وتسرع إلى ما تتوق إليه نفسه وهذا كقوله فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ ويحمل الآية على التقديم والتأخير فيكون تلخيصها إذا أمرنا مترفي قرية بالطاعة فعصوا واستحقوا العقاب أردنا إهلاكهم ويشهد بذلك قوله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ) وقوله ( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ ) والطهارة قبل القيام إلى الصلاة وقيام الطائفة معه يكون قبل إقامة الصلاة ويحتمل كأنه قال تعالى وإذا أردنا أن نهلك قرية مأمورا مترفوها كررنا الأمر

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست