responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 131


يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) ( 136 / 2 ) الهدى ضد الضلالة وهو من فعله بلا خلاف فإذا هدى الكل صح وصفه بأنه يهدي من يشاء كما لو هدى البعض صح ذلك فيه ويدل على أنه هدى الجميع قوله إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ هُدىً لِلنَّاسِ والخصم معترف بأن الهدى في الآية بمعنى الدلالة لأولها لأنه بعث النبيين مبشرين ومنذرين وقال اختلفوا بغيا وعدوا لا جبرا إذ محال أن يقول جاءتهم البينات ولم تأتهم أو يقول كانوا غير متمكنين من التبيين كما أنه محال أن يقول أتيت زيدا بكتاب فلم يقرأه بغيا وعدوانا وهو غير متمكن من قراءة .
قوله سبحانه :
« قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ » ( 150 / 6 ) على سبيل الجبر ولم يقل لاهتديتم والهداية أنما هو البيان والدلالة لأنه هدى الجميع بمعناهما أو الفوز والنجاة ولا خلاف في أنه لو شاء لنجى جميعهم ولأثابهم أو الإيمان والدين ولا يصح ذلك لأنه لا يقال فيمن جبر غيره على أمر قد هداه وإنما يقال ذلك إذا أرشده إليه ودله عليه ومعنى الآية أنه حكى عن قول الكفار فقال سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا فجعلهم في قوله إنه لو شاء الله ما أشركوا ولا حرموا شيئا كاذبين فوجب أن يكون الله بتكذيبه إياهم فيما ادعوا مريدا لإيمانهم كارها لما هم عليه من الشرك فلما كذبهم قال قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ إذ كانوا أشركوا من جهة أنفسهم من غير أن يكون أراد منهم الشرك أو أمرهم به أو حملهم عليه إذ لو فعل شيئا من ذلك لكان لهم الحجة عليه فصل قوله تعالى : « أَإِذا ضَلَلْنا فِي الأَرْضِ » ( 9 / 32 ) ( وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ ) اعلم أن ضل لازم يقال : ضل الشيء أي ضاع وهلك قوله ( ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) وبمعنى العذاب ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) وبمعنى إبطال العمل ( فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ ) ومتعد نحو ضل فلان الطريق أي لم يهتد له قوله ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ) وقد جاء أضل على وجوه أضله فلان أهلكه قوله وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ وبمعنى أضل الرجل دابته أي ضلت عنه قال الشاعر :
هبوني أمرا منكم أضل بغيره .
فالألف للفرق بين ما لا يفارق مكانه وبين ما يفارق وبمعنى أنه ضل منه لا من غيره كما يقولون أضلت فلانة فلانا وأذهبت عقله وهي لا تعرفه لكنه فسد وذهب عقله من أجلها وعند رؤيته إياها

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست