نام کتاب : كنز العرفان في فقه القرآن نویسنده : المقداد السيوري جلد : 0 صفحه : 7
التّعريف بالكتاب كنز العرفان ؟ قد ألَّف الباحثون المدقّقون من أصحابنا رضوان اللَّه عليهم مؤلَّفات كثيرة في آيات الأحكام قديما وحديثا لكنّه لم يرزق واحد منها من الشّهرة والرّغبة والتّنافس في أخذه ونسخه وبحثه والتطلع عليه مثل ما رزق هذا السفر القيّم الَّذي ألَّفه الفاضل الفقيه ، والمحقّق النبيه ، الشيخ جمال الدّين ، وشرف المعتمدين ، أبو عبد اللَّه المقداد بن عبد اللَّه السيوريّ المعروف بالفاضل السيوريّ والفاضل المقداد ، وليس ذلك إلَّا لفضله الباهر ، وبيانه القاهر ، وتحقيقاته العميقة ، وفوائده العامّة الأنيقة . فطار صيت هذا المؤلَّف كفضل مؤلَّفه بين العامّ والخاصّ وتعاطي نسخه وكتابته الفضلاء والعلماء ، ورغب فيه كلّ باحث وطالب ، فترى نسخه الخطيّة وافرا موجودا في كلّ مكتبة ، وعندنا منه ثلاث نسخ خطيّة قابلنا عليها نسختنا المطبوعة هذه وسنعرّفها بعيد هذا . وهذا السفر القيّم كنز العرفان في فقه القرآن في فضله واشتهار صيته يشبه مجمع البيان في تفسير القرآن لأمين الدّين الفضل بن الحسن الطبرسيّ . كما أنّه يشبهه في نسقه وترتيبه ، ونقل الأقوال ، وحسن الانسجام ، وبديع الجمال . وقد اعتمد عليه مؤلَّفنا أعلى اللَّه مقامه فأكثر النقل منه عند بيان الأقوال ، ونقل الأحاديث والرّوايات [1] وشأن نزول الآيات ، كما ستعرف ذلك عند سبر
[1] وقد نقل منه رحمه اللَّه الأقوال في قوله تعالى : « ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ » الآية فنقل فيه عن المجمع على ما هو الظَّاهر من عبارتيهما قولين : أوّلهما عن الباقر عليه السّلام وابن عبّاس وجماعة أن المراد إفاضة عرفات وثانيهما عن الصّادق عليه السّلام والجبائي أن المراد إفاضة المشعر . قال وهو الَّذي يقوى في نفسي لأنّه ذكر إفاضة عرفات أوّلا . لكنّه كما ذكرنا في الذّيل لا يعثر على رواية تشعر بذلك النّقل عن أبى عبد اللَّه عليه السّلام كما اعترف به الجزائري في قلائد الدّرر والأردبيليّ في زبدة البيان . وعندي أنّه اشتبه عليه كلام صاحب المجمع عند النّقل منه أو كان نسخته ناقصة أو سقيمة بالتّقديم والتّأخير فإنّه قال : والثّاني أنّ المراد به الإفاضة من المزدلفة إلى منى يوم النّحر قبل طلوع الشّمس للرّمي والنّحر عن الجبائي قال : والآية تدلّ عليه لأنّه قال : « فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ » ثمّ قال : « ثُمَّ أَفِيضُوا » فوجب أن يكون إفاضة ثانية . والنّاس المراد به إبراهيم وقيل انّ النّاس إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومن بعدهم من الأنبياء عن أبى عبد اللَّه عليه السّلام . انتهى . وقد يؤيّد كون منشأ الاشتباه سقامة النسخة ، أنّ المؤلَّف نقل الاختلاف في المراد من النّاس بعد نقله القول الأوّل مع أنّ الطَّبرسي نقله بعد القول الثّاني . فكأنّ قوله « عن أبى عبد اللَّه عليه السّلام » كانت في نسخته موصولة بقول الجبائي فتوهّم نسبته إلى أبى عبد اللَّه عليه السّلام . فراجع .
مقدمة 15
نام کتاب : كنز العرفان في فقه القرآن نویسنده : المقداد السيوري جلد : 0 صفحه : 7