ان التفسير في نظر أهل البيت له مفهوم واسع يشمل فهم الظهور القرآني ، كما يشمل معرفة المصاديق والامثلة والتفاصيل المرتبطة بالقرآن الكريم ، سواء كانت في قصص الأنبياء أو الأمثال المضروبة أو الاحكام التفصيلية للشريعة ، أو الاحداث التي اقترنت بنزول القرآن الكريم ، أو التطبيقات التي يمكن أن تتحقق في مستقبل الأيام ، كما أوضحنا ذلك قبل الحديث عن الملاحظات . وهذا الفهم للتفسير يعتمد على عدة منطلقات - أشرنا إليها سابقا - مثل تعرض القرآن وبيانه لكل شئ [1] ، وكذلك ثبوت تفسير النبي ( صلى الله عليه وآله ) للقرآن الكريم بهذا الشكل الواسع وتعليمه للإمام علي ( عليه السلام ) بشكل خاص [2] ، أو ارتباط بقاء القرآن الكريم حيا ونورا هاديا على مر العصور والأجيال بهذا الفهم الواسع للتفسير [3] . وهذا الفهم لشمولية التفسير لا ينافي أيضا ما عرفناه في بعض الاخبار والنصوص من هداية القرآن وأنه مبين وبيان وهداية ورحمة ، وقد حث أئمة أهل البيت على الاخذ به والرجوع إليه والعرض عليه ، فإن ذلك لا شك أمر قائم وموجود في القرآن ، حيث يمكن للناس في كل عصر وزمان أن يفهموا ظاهره ومحكماته ، ويتعرفوا على مصاديقه بالمقدار الذي آتاهم الله من العلم والفهم وما اكتسبوه من التعلم واتصفوا به من الطهارة ، ولا يجب أن يعرف كل واحد من الناس جميع الابعاد والوجوه الأخرى . خصوصا إذا عرفنا انه لا يوجد أي منافاة بين الظاهر والباطن أو المحكم والمتشابه ، أو التنزيل والتأويل ، بل كل واحد من الظاهر والمحكم والتنزيل يدل على الباطن والمتشابه والتأويل بنحو من الدلالة ، غاية الامر أن بعض هذه الدلالة
[1] الانعام : 38 ، ويوسف : 111 ، والاسراء : 12 ، والنحل : 89 ، وغيرها . [2] راجع فصل مرجعية أهل البيت في هذا البحث . [3] راجع الروايات التي ذكرناها سابقا عند التعرض لنظرية أهل البيت في التفسير .