وبين تحديد المعاني القرآنية ، واعتبروا فهم القرآن الكريم متوقفا على معرفتها . فقد قال الواحدي : لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها ، وبيان النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن . وقال ابن تيمية : معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية [1] . والشواهد في حياة الصحابة على هذا الارتباط بين أسباب النزول وفهم الآية القرآنية كثيرة ، عرفنا منها قضية قدامة بن مظعون [2] وقد ذكر السيوطي لذلك بعض الأمثلة [3] . د - معرفة اللغة العربية المتداولة في الكلام العربي على اختلاف لهجاتها ، فان القرآن الكريم - كما نعرف - نزل بلغة العرب ، ولم يكن الصحابة على اطلاع كامل بمفردات اللغة العربية ، ولذا كانوا يتوقفون في بعض الأحيان عند بعض الكلمات القرآنية لعدم معرفتهم معناها ، حتى يقع في أيديهم شئ من كلام العرب يتضح به ما غمض لديهم من القرآن . وقد أشرنا إلى بعض الشواهد التي حصل فيها مثل هذا الشئ في بحث سابق [4] . كما أن طبيعة المرحلة وهي مواجهة القرآن كمشكلة لغوية تفرض ان يكون من أبرز المصادر للتفسير هو اللغة العربية نفسها ، كشرط أساسي في محاولة تفسير القرآن الكريم [5] .
[1] نقل هذه الأقوال السيوطي في مقدمة كتابه أسباب النزول : 3 . [2] راجع بحث التفسير في عصر الرسول . [3] الاتقان 1 : 29 . [4] التفسير في عصر الرسول . [5] البرهان للزركشي 2 : 160 و 164 .