خاص حتى تختفي الفائدة منه ، فقوله تعالى : ( . . . ليس كمثله شئ . . . ) [1] محكم يسقط من الحساب جميع التجسيدات التي ( تشبه الأشياء ) في مفهوم ( الاستواء ) على العرش في قوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) [2] ولكنه لا يعطينا الصورة الواقعية والمصداق المجسد لهذا ( الاستواء ) ، فهو معنى لا يمكن ان نفهمه من ذلك المحكم : ( ليس كمثله شئ ) . وإذا عرفنا دور المحكم تجاه المتشابه أمكننا ان نتصور بسهولة : أن بعض المعاني لا يدركها - على مستوى المصداق - الا الراسخون في العلم دون العامة ، خصوصا المعاني التي ترتبط ببعض المعلومات الكونية الطبيعية ، كجريان الشمس : ( والشمس تجري لمستقر لها . . . ) [3] أو تلقيح الرياح : ( وأرسلنا الرياح لواقح . . . ) [4] أو جعل الماء مصدرا للحياة : ( . . . وجعلنا من الماء كل شئ حي . . . ) [5] فان كل هذه المعلومات حين تنكشف لدى العلماء تكون من المعلومات التي أشار إليها القرآن الكريم ، ويعرفها الخاصة من الناس دون غيرهم . والعلامة الطباطبائي نفسه تصور هذا التمايز بين الناس في الادراك للمعاني ، وإن حاول ان يصوغه بشكل آخره " فظهر ان للناس - بحسب مراتب قربهم وبعدهم منه تعالى - مراتب مختلفة من العمل والعلم ، ولازمه ان يكون ما يتلقاه أهل واحدة من المراتب والدرجات غير ما يتلقاه أهل المرتبة والدرجة الأخرى