responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم القرآن نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 200


الفرق بين النسخ والبداء :
لقد أثيرت إلى جانب مسألة النسخ مسألة أخرى هي مسألة ( البداء ) وقد عرفنا من مطاوي حديثنا السابق عن النسخ - خصوصا فيما يتعلق بدراستنا لشبهة اليهود والنصارى في استحالة النسخ - أن البداء محال على الله سبحانه .
ومع كل هذا فالمعروف من مذهب الإمامية الاثني عشرية أنهم يقولون بفكرة البداء .
وعلى هذا الأساس نجد بعض الباحثين من إخواننا السنة يحملون على إخوانهم الامامية بشكل عنيف ، متهمين إياهم بالانحراف والضلال ، حتى إن بعضهم يكاد أن يقول : أن الامامية أشد انحرافا من اليهود والنصارى حين حاولوا انكار النسخ ، لان أولئك أنكروا النسخ في محاولة لتنزيه الله سبحانه من النقص ، وهؤلاء قالوا بالبداء فأثبتوا الجهل والنقص لله سبحانه [1] .
لذا يجدر بنا ونحن ندرس النسخ أن نلقي ضوءا على هذه الفكرة أيضا ، لنحدد موقفنا منها بشكل دقيق وواضح ، ونعرف مدى صحة هذه التهم التي رمى بها بعض المسلمين مذهب الإمامية في قولهم بالبداء .
فالبداء تارة نفهمه على أساس ان يعتقد الله شيئا ، ثم يظهر له أن الامر بخلاف ما اعتقده ، كأن يرى في الحكم مصلحة ثم يظهر له خلاف ذلك ، أو يرى خلق شئ من مخلوقاته حسنا ثم يظهر له خلاف ذلك فهذا شئ باطل لا يقول به أحد من المسلمين - من دون فرق بين الاماميين وغيرهم - بل أنكره اليهود والنصارى ، ونزهوا الله عنه .
وقد وردت النصوص التي تؤكد هذا المعنى عن طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فقد



[1] بهذا الصدد راجع الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) - البقرة : 106 - والدكتور مصطفى زيد ، النسخ في القرآن 1 : 27 .

نام کتاب : علوم القرآن نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست