الافعال . والقراءة المشهورة : " ينطق ثلاثياً مبنيّاً للفاعل " ) قال عليه السلام في توجيه هذه القراءة : " ان الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو الناطق بالكتاب . . . قال : هكذا والله نزل به جبرائيل على محمّد صلّى الله عليه وآله ولكنّه ممّا حرّف من كتاب الله . " [1] وروايات اختلاف القراءة التي جاءت في " الكافي " ربّما تنوف على الخمسين اقتصرنا على نماذج منها خوف الإطالة .
هذه القراءات المنسوبة إلى الأئمة عليهم السلام طريقها آحاد وهي قد تخالف الجمهور وقد تكون موافقة لبعض القراءات المعتبرة [2] أو الشاذة في مصطلحهم ، وهي ليست بحجّة ; أولاً : لأنّ القرآن انما يثبت بالتواتر لا بالآحاد ، وثانياً : إنّ الاختلاف في القراءة ليس دليلاً على الاختلاف في نصّ الوحي ، لأنَّ القرآن شيء والقراءات شيء آخر فلا يصلح ذلك مستمسكاً للقول بالتحريف .
ويقول الشيخ المفيد في " المسائل السروية " :
" فان قال قائل : كيف يصحّ القول بأنّ الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان ، وأنتم تروون عن الأئمة عليهم السلام انهم قرأوا " كنتم خير أئمة أخرجت للناس " " وكذلك جعلناكم أئمة وسطاً " وقرأوا " يسألونك الأنفال " وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس .
قيل له : قد مضى الجواب عن هذا ، وهو أنّ الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها ، فلذلك وقفنا فيها ولم