ز - وفي سورة الولاية ، جاء في المقطع السابع : " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبىّ وبالولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم * نبي وولي بعضها من بعض وأنا العليم الخبير * إنّ الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم * والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين * إن لهم في جهنّم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون المرسلين * ما خلقهم المرسلين إلاّ بالحق وما كان الله لينظرهم إلى أجل قريب * وسبّح بحمد ربّك وعلىّ من الشاهدين " .
ففي هذه السورة المختلقة ، ثمّة أغلاط فاحشة وجمل لا معنى لها ، من قبيل كلمة " ولىّ " التي جاءت في المقطع الأول ، ومسألة عدم خلق المرسلين إلاّ بالحق ، وعدم إعطاء الله سبحانه المهلة لهم إلى أجل قريب ، وتوجيه أمر مركّب من تسبيح الله تعالى وشهادة علىّ عليه السلام في المقطع الأخير و . . . كلّ ذلك شاهد جلىّ على جعل هذه السورة واختلاقها من جانب مجموعة من الأفراد الجاهلين بالمحتوى والنسيج القرآنيين .
وعلى أية حال ، فكلّ شخص يدرك ويعرف أدلة سلامة القرآن من التحريف ، وينظر ويجول في تلك العبارات التي لا أول لها ولا آخر من هاتين السورتين ، يحكم - بوضوح - بكونهما مجعولتين ، ولا يجد نفسه مضطراً للولوج في بحث آخر ، وهذه القضية لا تختص بهاتين السورتين المختلفتين ، بل المسألة أوسع من ذلك وأشمل ; فبعد نزول القرآن الكريم كل شخص يسعى جاهداً للإتيان بمثله وعلى شاكلته ويعمل على تكوين سورة على نسق سور القرآن الكريم فإن مآل جهده هذا لن يكون سوى الاستهزاء والسخرية ، وليس ذلك إلاّ لأنّ القرآن الكريم غير قابل للإتيان بمثله ، ومن ثم لا يمكن قياس مضامينه السامية وبنيته الرائعة الجمال مع أىّ نصّ آخر على الإطلاق .