إنّ البنية المغلوطة والمضمون الساذج والفقير لهاتين السورتين يمثلان دليلا واضحاً وجلياً لكلّ باحث قرآني أو من له أدنى اطلاع على المحتوى القرآني والبلاغة والفصاحة القرآنيين على تدخّل يد الجعل فيهما ، وكلّ من ينظر إليهما بعين الإنصاف والعدل لا يتردد في الحكم عليهما بالوضع والجعل [1] .
أ - وكنموذج ، المقطع الأول من سورة النورين حيث نقرأ " يا أيّها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب . . . " ، ففي هذا المقطع يتم أمر المؤمنين بالإيمان بالنورين اللذين أنزلا ليتلوا آيات الكتاب و . . . ، من هو المراد بالنورين المنزلين لتلاوة كتاب الله وتحذير الناس من العذاب والعقاب ؟ هل يمكن استنتاج معنى معقول ومحصل من وراء هذه الجمل ؟ !
ب - وكذلك نقرأ في مقطع آخر من السورة نفسها : " واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه . . . " فلماذا اصطفى من الملائكة وجعل المؤمنين ، وما معنى أنهم في خلقه ؟
ج - وهكذا في مقطع ثالث نجد : " ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل " فما معنى هذه العبارة التي لا أول لها ولا آخر ؟ !
د - وفي موضع آخر جاء : " ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين وجعلنا لك منهم وصياً لعلهم يرجعون " ، ما معنى أننا آتيناك كلمات لعلهم يرجعون ؟ وما هو مرجع الضمير في لعلهم يرجعون ؟