أخبار هذه الاُسطورة في كتب الشيعة ووزنها عندهم " وسنبحث ذلك إن شاء الله مفصلاً ونبيّن دعاوي الدكتور القفاري فيها ، ولكن ينبغي لنا التذكير بهذه النكتة وهي أن الشيخ المفيد هل أراد من كلامه ، استفاضة الرِّوايات في باب التّحريف ، أو استفاضة القائلين بالتحريف ؟ فهذه عبارة الشيخ : " إن الأخبار قد جاءت مستفيضة " ورأيتم تتمّة هذه العبارة ، بأنّ في رأي الشيخ المفيد ما حذف ونقص من القرآن لا يرتبط بمتن القرآن ولكن بتأويله وتفسير معانيه التي توجد في مصحف الإمام علي عليه السلام .
وقال في كتاب " المسائل السروية " ما نصّه :
" فإن قال قائل كيف يصحّ القول بأنّ الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة فيه ولا نقصان وأنتم تروون عن الأئمة عليهم السلام أنّهم قرأوا : " كنتم خير أئمة اُخرجت للناس " و " كذلك جعلناكم أئمة وسطاً " .
وقرأوا : " يسألونك الأنفال " وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟
قيل له : قد مضى الجواب عن هذا ، وهو أنّ الأخبار التي جاءت بذلك ; أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحّتها ، فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عما في المصحف الظاهر على ما أُمرنا به حسب ما بيّناه مع أنه لا ينكر أن تأتي القراءة [ يأتي بالقرآن ] على وجهين منزلين :
أحدهما : ما تضمنه المصحف .
الثاني : ما جاء به الخبر ، كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على أوجه شتّى . . . " [1] .