المسلمين ونفرة بعضهم من بعض ، وهو بالضبط ما يريده أعداء الإسلام . لكن يخفى عليهم أن أساس هذه الدعاوى من الدكتور القفاري مبتن على الافتراء والبهتان والخيانة العلمية وظلم الغير .
نعم فالدكتور القفاري طفق ينقل كلمات متناثرة من هنا وهناك ويتفوّه بألفاظ بذيئة يصم بها علماء الشيعة فهو يصفهم ب " شرذمة الكذّابين ، مصدّقي الخرافات معقودين بالهوى والغرض [1] ، يشايعون الشيطان [2] " .
ولكن الدكتور القفاري لا يعلم - أو يتجاهل بأنّ تلك الألفاظ طبقاً لمعاييره تنطبق على علماء وكبار وحفاظ أهل السنة بلا شك أمثال : محمّد بن سعد ، ابن أبي داود ، محمّد بن أيوب بن الضريس ، ابن المنادي ، أبو نعيم الأصبهاني ، ابن عبد البر ، عبد الكريم الشهرستاني و . . . [3] .
وإذا كان الدكتور القفاري قد اتّهم الشيخ الصدوق وغيره من الشيعة بأنّهم لم تسلم كتبهم من " الإلحاد " ، فإنّنا لو اعتمدنا على مقياسه لحكمنا بعدم سلامة كتب أحمد بن حنبل ، وسعيد بن منصور والطبراني والديلمي من الإلحاد [4] .
وإذا كان الدكتور القفاري قد اتّهم جمعاً من علماء الشيعة الذين أتوا بأدلّة قويّة على إبطال نظرية نسخ التلاوة فاتهمهم بأنّهم مكذّبون لربّ العالمين قائلاً : " ما أعظم جرمهم ! ! " هذا الحكم نفسه منطبق على مجموعة كبيرة من علماء أهل السنة قديماً وحديثاً الذين أنكروا نسخ التلاوة بأدلّتهم ورأيتم نص آرائهم كأبي جعفر النحّاس وشمس الدين السرخسي وأبي عبد الله ظفر والقطّان وصبحي الصالح