المصحف حتى في أيّام سلطته على الحكم . . . ولو كان قاطعاً بالأمر لم يكن يمنعه شيء . . .
وللإمام بدر الدين الزركشي هنا كلام طويل في توجيه ما صدر عن ابن الخطاب بما لا يغني ولا يسمن من جوع . . . [1] " [2] .
وقال حول الآيتين من سورة البيّنة :
" نسب إلى اُبيّ بن كعب أنه كانت آيتان من سورة البيِّنة فأسقطتا من المصحف . . . والحديث مكذوب على اُبيّ قطعاً ، إذ لو كان كما زعم لوجد في مصحفه وقد كان هو المملي للقرآن على عهد عثمان في لجنة توحيد المصاحف - على ما أسلفنا في الجزء الأوّل من التمهيد - . . .
والغريب أنهم ذكروا حديث عدم ملء جوف ابن آدم على أشكال وتعابير ، ونسبوه ( تارة ) إلى كلام الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في الرواية عن أنس [3] وقد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني من حديث ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنّه سمع النبىّ صلّى الله عليه وآله هكذا : " لو أن لابن آدم . . . " قال أبو نعيم : هذا حديث صحيح متفق عليه [4] .
و ( اُخرى ) إلى كونه من القرآن كما في رواية عن أبي موسى وابن كعب و ( ثالثة ) إلى الحديث القدسي - ولعلّه الأصح - كما في الرواية عن أبي واقد الليثي . . . " [5] .