حتى تحدد تلك الأخبار وظيفة القرآن نفسه ، فتعين بالتالي ما هو المقدار الساقط من القرآن الكريم ، وهل أنّ هذا المقدار الساقط يضر بمرجعية القرآن وكونه ميزاناً ومعياراً أم لا ؟ ! أليس هذا النوع من المحاكمة مخالفاً لأخبار العرض نفسها ؟ ألا تعتبر أخبار العرض كتاب الله تعالى - وبشكل قطعي وواضح - الميزان والحاكم والمعيار ؟ وعليه كيف يعطي المحدث النوري هذه المعيارية وهذه السلطنة والمحورية الممنوحة للقرآن الكريم للروايات فيجعل القرآن محكوماً لها بدل أن يكون حاكماً عليها ؟ ومن الطبيعي أن محورية الحديث بالنسبة لشخص كالمحدث النوري الذي تحكمه ثقافة الحديث ومركزيته ليست بالأمر الغريب حينما توضع قبال المركزية التي يمثلها القرآن الكريم .
ثالثاً : ما هو الدليل الذي يجعل أخبار العرض محصورة في دائرة آيات الأحكام ؟ والحال أن المعصومين عليهم السلام كانوا بصدد تقديم ضابطة كلية وعامة ، كما أن تعبيراتهم في هذا المجال اتسمت بالإطلاق والشمولية .