في ألفاظ القرآن الكريم وعباراته وعلى هذا النطاق الواسع - بحسب ما يزعم المحدث النوري - بقاء العلوم والمعارف القرآنية على حقيقتها ، لا سيما - كما أشرنا سابقاً - إذا ما أخذنا بعين الاعتبار فصاحة وبلاغة القرآن والدقة التي توخاها ، بحيث إننا لو أضفنا أو اختزلنا حرفاً واحداً فإنّ المضمون القرآني سوف يصاب بالتغيير ، مما يصحح في بعض الأحيان انقلاب الباطل حقاً والحق باطلا .
بل نضيف للمحدث النوري قائلين : أليس عدم وجود مدخل إلى شبه المعاندين وما يستلزم بطلانه من التناقض في الأحكام أو الكذب في إخباراته وقصصه . . . أليس هذا أدل دليل على صيانته عن التحريف بإسقاط ألفاظه ؟ !
ثانياً : إن كان منسوخ التلاوة والحكم أو دون الحكم ، باطلا - يعني إن الآيات التي نسخت تلاوتها ليست في الواقع آية قرآنية كما هو الحق - فالآن لا يوجد آيات منسوخة في القرآن فلم يدخل الباطل فيه ، وإن كانت تلك الآيات آيات قرآنية في الواقع ووقع نسخها فهذا يحتاج إلى دليل ، ولا دليل ، بل إن الأدلة دالة على عدم كونها آيات قرآنية ، وسيأتي إن شاء الله تعالى البحث في هذه النقطة . وإن كانت تلك الآيات آيات قرآنية في الواقع ونسخت حقيقة فلا يدخل الباطل في القرآن ، والشبهة منتفية موضوعاً .
ثالثاً : قلنا سابقاً إن حفظ نسخة كاملة من القرآن الكريم فقط عند أهل البيت عليهم السلام دون عامة الناس لا يلبي الغاية التي أنزل من أجلها القرآن .
2 ) تفنيد المناقشات في دلالة روايات العرض قلنا إنّ المستفاد من أحاديث عرض الأخبار على القرآن ، والتي وردت في كتب الفريقين متواترةً هو :
أولا : إنّ القرآن الكريم يمثل الميزان والمقياس الكلي والمطلق ، وإذا كان القرآن ميزاناً فيجب أن يكون متواتراً مقطوعاً به ، لا يدنسه التحريف ; لأنّه المقياس