القرآن قد تم إسقاطه منه عبر عملية تحريف مسبقة - لا يمكن ، أخذاً بعين الاعتبار الإتساق القائم بين المضامين ، والتصديق بهذه المزعمة فيما إذا أدّت إلى زيادة أو نقصان حرف واحد أو كلمة واحدة مفضية إلى تبديل مطلب بأكمله من حق إلى باطل ، أو إسقاط تعبير من التعبيرات الواردة في الآية ، يؤدي إلى خدش الفصاحة والمساس بالبلاغة القرآنية بشكل كامل وكلّي .
خامساً : كيف يتم للمحدث النوري القول بأنّ تحقق مفهوم الآية يكفي فيه حفظ القرآن ولو نسخة واحدة بيد المعصوم عليه السلام ؟ ! ويقدم لذلك جواباً عميقاً حين يقول : بأن الوعد بحفظ القرآن يمكن تحققه بالحفظ في قلب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم ! ! أليس الهدف من نزول القرآن الكريم يتطلب بيان الآيات الشريفة ؟ فالمطلوب هو أن يحفظ القرآن النازل على النبىّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم في يد الناس حتى يمكنهم عبر الوصول إليه الوصول إلى العلم والتصديق والعمل بما جاء فيه وهل يتحقق هذا النوع من الهداية من خلال حفظ القرآن الكريم ولو بنسخة واحدة في يد المعصوم فيما يصبح القرآن المحرف هو المتداول في أيدي الناس ؟ ! وفي هذه الحالة هل هناك من ضرورة لكل هذا التأكيدات الواردة في الآية الكريمة على كلّ هذه الأهمية والعظمة ؟ وإذا كان الحال كما يقوله المحدث النوري من أنّ القرآن المحرف لا يسقط عن سمة الهداية ومقام الإرشاد بل يقوم - كما كان - بمهمة إيصال الناس إلى الهدف المنشود ، فلماذا لا بدّ له أن يحفظ في قلب النبىّ ؟ أليس قادراً - على تقدير تعرضه للتحريف في هذه المرحلة - على الهداية وتحقيق الغاية من أخذ يد البشر إلى طريق الغاية والهدف المقصود ، ومن ثم فليس بحاجة إلى كلّ هذا الوعد الإلهي بالحفظ في قلبه صلّى الله عليه وآله وسلم . وعليه فإنّ الوعد بالحفظ الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى إنّما هو ليبقى هذا القرآن حجة على الناس أجمعين ، وهو أمر لا يتسنى تحققه إلاّ عن طريق