نام کتاب : خصائص الوحي المبين نویسنده : ابن البطريق جلد : 1 صفحه : 73
منا رجلا دخل في دين محمد ، ولا نناجحهم ولا نبايعهم ولا نجالسهم ولا ندخل عليهم ولا نأذن لهم في بيوتنا ، ففعلوا فبلغ ذلك عبد الله بن سلام وأصحابه ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله عند الظهر ، فدخلوا عليه فقالوا : يا رسول الله إن بيوتنا قاصية [1] من المسجد ، فلا نجد متحدثا دون هذا المسجد وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركناهم ودينهم ، أظهروا لنا العداوة ، فأقسموا أن لا يناجحونا [2] ولا يواكلونا ولا يشاربونا ، ولا يجالسونا ، ولا يدخلوا علينا ولا ندخل عليهم ، ولا يخالطونا بشئ ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل . فبينما هم يشكون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم ، إذ نزلت : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) . فقرأها عليهم فقالوا : قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين وليا ( 2 ) . وأذن بلال ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والناس في المسجد يصلون من بين قائم في الصلاة وراكع وساجد ، فإذا هو بمسكين يطوف ويسأل الناس ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : هل أعطاك أحد شيئا ؟ قال : نعم ، قال : ماذا أعطاك ؟ فقال : خاتم فضة قال : من أعطاكه ؟ قال : ذاك الرجل القائم . فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هو علي بن أبي طالب . فقال : على أي حال أعطاكه ؟ قال : أعطانيه وهو راكع . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
[1] قاصية : بعيدة . [2] في لسان العرب : وقد انجح وقد نجحت حاجتي وأنجحت وأنجحتها لك وأنجحها الله تعالى : أسعفني بالادراك . ( 3 ) التفسير الكبير 12 / 25 .
نام کتاب : خصائص الوحي المبين نویسنده : ابن البطريق جلد : 1 صفحه : 73