نام کتاب : خصائص الوحي المبين نویسنده : ابن البطريق جلد : 1 صفحه : 23
ليعلم خيار الناس أن محمدا * نبي كموسى والمسيح ابن مريم ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * رسولا كموسى خط في أول الكتب [1] إن من المستحيل أن تصدر أمثال هذه التضحيات التي كان أبرزها محاصرة بني هاشم جميعا في الشعب ومقاطعتهم القاسية من دافع غير الايمان العميق بالهدف والشغف الكبر بالمعنوية ، الذي كان يتصف به أبو طالب ، إذ لا تستطيع مجرد الوشائج العشائرية ، وروابط القربى ، أن توجد في الانسان مثل هذه الروح التضحوية . إن الدلائل على إيمان أبي طالب بدين ابن أخيه تبلغ من الوفرة والكثرة بحيث استقطبت اهتمام كل المحققين المنصفين والمحايدين ، ولكن بعض المتعصبين توقف في إيمان تلك الشخصية المتفانية العظيمة ، بالدعوة المحمدية بينما تجاوز فريق هذا الحد إلى ما هو أبعد من ذلك ، حيث قالوا بأنه مات غير مؤمن . ولو صحت عشر هذه الدلائل الدالة على إيمان أبي طالب الثابتة في كتب التاريخ والحديث ، في حق رجل آخر لما شك أحد في إيمانه فضلا عن إسلامه ولكن لا يعلم الانسان لماذا لا تسطيع كل هذه الأدلة إقناع هذه الزمرة ، وإنارة الحقيقة لهم ؟ ! هذا عن والد الامام أمير المؤمنين - عليه السلام - . وأما أمه فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي من السابقات إلى الاسلام والايمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد كانت قبل ذلك تتبع ملة إبراهيم . إنها المرأة الطاهرة التي لجأت - عند المخاض - إلى المسجد الحرام ، وألصقت نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول : " يا رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم وانه بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت و ( بحق ) المولود الذي في بطني الا ما يسرت علي ولادتي " .