نام کتاب : خصائص الوحي المبين نویسنده : ابن البطريق جلد : 1 صفحه : 181
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط - أخي عثمان لامه - ، وذلك إنه كان بينهما تنازع وكلام في شئ ، فقال الوليد لعلي عليه السلام : اسكت فإنك صبي ، وأنا والله أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا وأشجع جنانا وأملا منك حشوا في الكتيبة . فقال له علي صلى الله عليه وآله : اسكت فإنك فاسق ، فأنزل الله تبارك وتعالى : * ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) * ( 1 ) . قال يحيى بن الحسن : واعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء في فقد النظير لمولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله . منها كونه من الأبرار وولديه وزوجته صلى الله عليهم ، وجزاؤهم الجنة والحرير ، وجميع ما ذكر من أنواع النعيم . وهذا في حقهم عليهم السلام بالوحي الصادق في جواب ليسير الصدقة ، ولو أن غيرهم أنفق مالا له القيم الوافية ، لما نزل في حقه آية واحدة فثبت أن المحل للمتصدق لا للصدقة ، وفي ذلك فقد النظير . ومنها قوله للوليد بن عقبة بن أبي معيط : اسكت فإنك فاسق ، فأنزل الله سبحانه وتعالى القرآن العزيز على مقتضى لفظه صلى الله عليه وآله . وفي ذلك دليل على علمه بباطن أمره الوليد بن عقبة ، وهذا من أبهر الاعجاز ، ويدل على أنه كان عالما بدخيلة أمره ورود الوحي الصادق بمقتضى لفظه من غير عدول عنه . ويزيد ما قلناه إيضاحا وبيانا : أن غيره لو قال للوليد بن عقبة إنك فاسق