متفرقاً ونجوماً ؛ فكان الصحابة - أو طائفة منهم - يهتمون بالحصول على ما نزل ، وضمه إلى ما عندهم ، ويتابعون ذلك باستمرار . . وطبيعي أن يكون ذلك على سبيل الكتابة ، وضم الجديد إلى القديم ، على هذا النحو .
والقول بأن المراد بجمعه : هو الحفظ في الصدور . .
لا يستقيم . . لأن حفاظ القرآن في عهده صلّى الله عليه وآله وسلّم كثيرون ، وقد قتل في بئر معونة كما رووا - وإن كنا لم نوافق على هذا العدد [1] : سبعون رجلاً من القراء . .
وسيأتي : أنه قتل في وقعة اليمامة ، أي بعد وفاته ( ص ) بأشهر قليلة ، مثل هذا العدد من القرّاء أيضاً . . بل قيل : إن المقتولين في اليمامة كانوا أربع مئة ، أو قريب خمس مئة .
وحسب تعبير عروة بن الزبير في مقام بيانه لسبب أمر أبي بكر بجمع القرآن :
( ( إنه قتل باليمامة ناس ، من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قد جمعوا القرآن ) ) [2] .
كما أن هؤلاء الذين عدّوهم في من جمع القرآن ، قد كانت لهم مصاحف تخصهم ، كزيد ، وابن مسعود ، وعلي ، وأبي . . وقد بقي بعضها بعد موتهم ، مئات السنين [3] .
هذا . . عدا من مصاحف أخرى ، كانت منتشرة في عهده ( ص ) ، حسبما قدمناه .