ويؤيد ذلك : ما رواه الصدوق رحمه الله ، والحاكم ، حول شكوى المصحف ، والمسجد ، والعترة ، وفيه :
( ( يقول المصحف : يا رب حرقوني ) ) [1] .
وحتى لو قرأنا هذه الكلمة بالفاء ؛ فإن هذه الروايات ، قاصرة عن الدلالة على أن هذا المصحف ، قد امتدت إليه يد الخيانة ، بالحذف ، أو بالزيادة ، أو بالتغيير والتبديل ، في ألفاظه ونصوصه . .
إذ أن المقصود هو : تحريف معانيه ، وتحويلها عن مقاصدها الأصلية ، بضروب من التأويلات الباطلة ، والوجوه الفاسدة . . وهذا هو ما صرح به أبو جعفر ، فيما كتبه لسعد الخير ، حيث يقول :
( ( . . أقاموا حروفه ، وحرفوا حدوده ، فهم يروونه ، ولا يرعونه ، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية ، العلماء يحزنهم بتركهم للرعاية ) ) [2] .
وعن الصادق عليه الصلاة والسلام : ( ( إن رواة الكتاب كثير ، وإن رعاته قليل ؛ فكم مستنصح للحديث ، مستغش للكتاب ؛ فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية ، والجهال يحزنهم حفظ الرواية ) ) [3] .
ومما يلمح بصورة ظاهرة ، إلى أن المراد بنقص القرآن ، نقصه من حيث عدم المعرفة بتأويله ، وعدم الاطلاع على باطنه ، لا نقص آياته ، وكلماته ، وسوره . .
ما روي عن الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام ، من أنه قال :
( ( ما يستطيع أحد أن يدعي : أن عنده جميع القرآن : ظاهره وباطنه ، غير