وربما يستظهر البعض الوجه الأوّل ، وعلى جميع التقادير فإنه عليه السلام قد أراد تكذيب المزعمة التي جاء بها معاوية بصورة تامة ، وإيراد الدليل القاطع على كذبها .
ونفس هذا الدليل يكون دليلاً على كذب دعواهم نقص القرآن وضياع كثير منه . .
المغرضون . . ليسوا في خطّ أهل البيت :
بقيت إشارة أخيرة ، وهي : أن الذين كانوا يزعمون نقص القرآن ، قد كانوا وما زالوا موضع نقد وتجريح ، من أهل البيت عليهم السلام ، ولم يكن ثمة علاقة حميمة تربطهم بهم في أي وقت . .
بل لا يجد الإمام الحسن عليه السلام حرجاً في توجيه تهمة الكذب الصراح لهم . ولعلهم كانوا هم الفريق الذي لا يختلف مع معاوية ، وطموحاته ، وتوجهاته ، بل هو ينسجم معه ، ومعها ، سواء في ذلك قبل عهد معاوية في الحكم ، أو بعده . .
فلا بد من مراجعة أسامي أولئك الذين يزعمون في رواياتهم وأقاويلهم ضياع كثير من القرآن ولسوف نجد : أنهم في نفس الاتجاه الذي أشرنا إليه . .
الدفاع عن القرآن ، لا عن الحاكم :
هذا . . ولا يفوتنا التنبيه هنا : إلى أن الدفاع عن القرآن ، لا يعني ، بحال من الأحوال ، الدفاع عن الحكام ، الذين كان لهم دور إيجابي في الحفاظ عليه . .
كما أن الخصومة السياسية ، لا يجوز لها أن تتجاوز حدود الشرع والدين ، فتصل إلى حد التزوير ، ثم النيل من المقدسات ، ولا سيما القرآن الكريم . .
وبعدما تقدم يتضح ، كيف أن مصير كل تلك المحاولات ، كان هو الفشل