أي أكثر من ألفي آية ، يدعى : أنها سقطت ما بين قوله تعالى : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى . . وبين قوله تعالى : فانكحوا ما طاب لكم من النساء . . فلا يتذكر أحد من المسلمين ولو آية واحدة منها ؟ ! . .
وكذلك الحال بالنسبة لبقية براءة ، والأحزاب ، وغير ذلك ؟ ! . .
ثم . . ألم يكن لدى كثيرين من الصحابة مصاحف تخصهم ؟ فكيف سقطت هذه المقادير الكبيرة من مصاحف الجميع ، ولا سيما مصحف أبي ، وابن مسعود ، وزيد ، وغيرهم وغيرهم ، ممن سيأتي ذكر أسماء طائفة منهم ، في بحث جمع القرآن ؟ ! . .
وإذا كان أبي بن كعب يعترض على إسقاط ( واوٍ ) من آية ، فلماذا سكت عن هذا التوسع في الحذف ، والتحريف الكثير ؟ ! . .
وإذا كان أبو ذر - لا يسكت ، حتى ولو وضعوا الصمصامة على عنقه ، حتى يقول كلمة سمعها من الرسول ( ص ) [1] فهل يسكت على هذه الجريمة الخطيرة ، ويعتبر كأن شيئاً لم يحدث ؟ ! .
وإذا كان ابن مسعود قد أنكر حرق المصاحف [2] ؛ فلماذا لا ينكر تحريفها ، وحذف هذا المقدار الهائل منها ؟ ! . .
وبعد . . فإنه إذا كان الحكام قد حرفوا القرآن ، فلا بد وأن يكون ذلك قد حدث بالنسبة إلى ذلك الجانب من الآيات ، التي تمس زعامتهم وسياستهم ، أو تؤيد موقف خصومهم . .
وهذا يستدعي : أن يعلن خصومهم بذلك للناس جميعاً ، وأن يجعلوا ذلك ذريعة لإسقاطهم ، وزعزعة حكمهم ، وتحطيم سلطانهم . مع أننا لا نجد أن شيئاً