- هذا الاعتذار - ليس له شاهد في الرواية المذكورة ، ولا في غيرها ، بل هو مجرد رجم بالغيب ، لا يستند إلى حجة ، ولا يؤيده برهان .
بل إن نفس تلك الرواية - باستثناء ما روي عن مطالبته أبي بن كعب بإلفات نظره إنما تقول : إنه ( ص ) قد نسي تلك الآيات ، وليس فيها ما يدل على أن نسيانه لها قد كان بعد تبليغها للناس ، أو قبله . . كما أنه ليس في تلك الرواية أن ذلك الرجل قد قرأ نفس تلك الآيات المنسية . كما يريد أن يدعيه هذا القائل [1] فلعله قد قرأ غيرها ، فتذكر النبيّ ( ص ) تلك الآيات ، لمناسبة كانت بينهما ، من باب تداعي المعاني . .
أضف إلى ذلك : أن نسيانها معناه : أنه لا يلتفت إلى العمل بمقتضاها ، ولا يستفيد منها الفائدة المتوخاة لا بالنسبة إلى نفسه ، ولا بالنسبة للناس .
المعوّذتان وابن مسعود :
ويقولون : إن ابن مسعود ، كان يرى : أن المعوذتين ليستا من القرآن ، وكان يحكهما من المصحف [2] .