من الزمخشري ، الذي قال عن حديث الداجن والصحيفة إنه : ( ( . . من تأليفات الملاحدة والروافض ) ) [1] .
مع أن علماء الشيعة ما رووا هذه الرواية ولا دوّنوها في كتبهم ، وإنما وجدت في الكتب المعتبرة ، والمعتمدة لدى أهل السنة .
ولا نريد أن نذهب بعيداً هنا ، وإنما نكتفي بملاحظة ما ذكره المعلق على الكشاف - وهو سني - حيث ردّ على الزمخشري قوله ذاك ، وقال له : إن راوي الرواية ثقة غير متهم ، ثم ذكر من رواها منهم ، وهو إبراهيم الحربي في الغريب ، وأبو يعلي ، والدارقطني ، والبزار ، والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في المعرفة .
ثم ادعى المعلق : أن هذا مما نسخ حكمه ، وبقي تلاوته : وأن أكل الداجن للصحيفة إنما وقع بعد النسخ [2] وليلاحظ هنا أيضاً ما ذكره ابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث . .
ونقول للمعلق : لقد تكرر منا القول : إن نسخ التلاوة لا يصح ، ولا دليل عليه ، ولو صح ؛ فدعواه هنا ما هي إلا رجم بالغيب ، وتخرّص محض .
وخامساً : إن آية الرجم - كما يدعون - كانت جزءاً من سورة الأحزاب ، ونصها موجود ، رواه لهم عمر بن الخطاب ، وأراد كتابتها في المصحف ، لكن زيداً رفض قبول ذلك منه ؛ لأنه كان وحده ، ولم يشهد معه بها أحد . . وبقي يكرر : أنه لولا أن يقال عنه : إنه زاد في القرآن لكتبها بيده في المصحف . وسيأتي الحديث عن ذلك إن شاء الله تعالى . .
كما أن آية رضاع الكبير عشراً معلومة لديهم ، فلماذا لم يكتبوا هاتين الآيتين ، أو إحداهما في المصحف ؟ ! .