بل لقد كانت الكتابة تعد عيباً ، لدى بعض الفئات [1] .
وحتى لو وجد قرّاء ماهرون ، فمن أين يعرفون هذا الاصطلاح الخاص ، الذي انتهجه الكتّاب في رسم القرآن ؟ . وكيف يميزون بين ما فيه ألف ، وما ليس فيه ألف مثلاً ؟ ! . أو بين الذي رسم في موضع بنحو ، ثم رسم في موضع آخر ، بنحو آخر ؟ !
إلى غير ذلك من العوائق الكثيرة ، التي تعترض سبيل التعرف على النص الصحيح ، من قبل من ليس لديهم مهارة كافية في القراءة ، أو ليس لديهم سوابق ذهنية عن حقيقة ما جرى .
هذا . . وقد نسب إلى الطحاوي ، وغيره ، تعليل الترخيص بالقراءة على سبعة أحرف - بمعنى سبع لغات - بأنه : ( ( كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش ، وقراءة رسول ( ص ) ؛ لعدم علمهم بالكتابة والضبط ، وإتقان الحفظ . .
وقد ادعى الطحاوي ، والقاضي الباقلاني ، والشيخ أبو عمر بن عبد البر ؛ أن ذلك كان رخصة في أول الأمر ، ثم نسخ ؛ بزوال العذر ، وتيسر الحفظ ، وكثرة الضبط ، وتعلم الكتابة . . ) ) [2] .
ومن الواضح : أن غالب الناس ، ولا سيما البعيدين منهم عن مركز الدولة الإسلامية ، إنما كانوا يعتمدون على القرآن المكتوب .
كما أن غالب الناس في البلاد الإسلامية ، ولا سيما تلك التي افتتحت بعده صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يسمعوا القرآن من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مشافهة . . بل وحتى الصحابة أنفسهم ؛ فإن كثيرين منهم ، يمكن