محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي : سمعت حفص بن سليمان الكوفي ، عن عاصم ، قال : قال أبو عبد الرحمن : قرأت على علي ، فأكثرت ، وأمسكت عليه ، وكثرت . وأقرأت الحسن والحسين حتى ختما القرآن ) ) .
كما أن الطحاوي قد ذكر هنا : أن عاصماً قرأ على ابن مسعود ، الذي قرأ على النبيّ أيضاً . وأنه لقي زيد بن ثابت ، فما خالف عليه في حرف . ( ( فلو أضاف مضيف قراءة عاصم كلها إلى النبيّ ( ص ) ، لما كان معنفاً ) ) [1] .
ملاحظة لا بّد منها :
ولكن لا بد لنا من تسجيل تحفّظ على هذا الذي ذكره أخيراً ، من أن أبا عبد الرحمن قد أقرأ الحسنين ( ع ) ، حتى ختما القرآن . .
فإنه هو نفسه قد قرأ القرآن على أبيهما علي عليه الصلاة والسلام ، فلماذا لم يقرئهما أبوهما نفسه ، كما أقرأ أبا عبد الرحمن ؟ ! .
بل . . ولماذا لم يقرئهما جدهما رسول الله ( ص ) ، كما أقرأ عليا صلوات الله وسلامه عليه ؟ ! . وكما أقرأ غيره من الصحابة حسبما يقولون . .
ولماذا لم تقرأهما أمهما الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليهما وعليها ؟ ! .
بل ولماذا لم يكن نفس أبي عبد الرحمن ، قد قرأ القرآن على الحسنين عليهما السلام ، حتى ختمه ؟
والحقيقة هي : أن الراوي قد تصرف في الرواية ، بما يتلاءم مع أهدافه ومراميه ، التي لا تكاد تخفى . .