كتب القرآن ؛ فأكمله ، وكان قرآنه أصلاً للقرآنات المتأخرة : علي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود ) ) .
ولكن من الواضح : أن هذا القول يفتقر إلى الدقة الكافية ؛ لأنه لو صح هذا ، لم يكن معنى لاعتماد زيد على ما في صدور الرجال ، حسب الرواية التي يروونها ، في جمعه المصحف لأبي بكر .
إلا أن يكون المراد : أنها أصل لما سوى المصحف الذي جمعه زيد لشخص أبي بكر ، ولكنه احتمال بعيد عن مساق كلام الرافعي .
هذا . . ولربما يصح ذلك بالنسبة إلى أبي بن كعب ، الذي يذكرون ، أنه أملى المصاحف ، وكتب زيد ، كما سنشير إليه ، حين الحديث عن المصاحف التي كتبها عثمان . .
وأما علي ، وابن مسعود ، فلا يصح ما ذكره الرافعي بالنسبة إليها . .
نعم . . يمكن أن يقال : إن الذين دونوا المصحف قد اعتمدوا على مصحف ابن مسعود أيضاً ، بدليل :
ما رواه البخاري عن علقمة : ( ( عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود ، آخرهن الحواميم . . ) ) [1] .
ولكنه أيضاً ، لا يكفي للدلالة على ذلك :
فأولاً : لعل مرادهم من كونها على تأليف ابن مسعود : أنها موافقة لتأليف مصحفه ، وإن كانت قد كتبت من مصحف غيره . .
وثانياً : إن المصحف الموجود ، يخالف الترتيب المروي لمصحف ابن مسعود ، حتى بالنسبة للعشرين سورة المذكورة ، فليراجع [2] .