معناه جعل ذقنه ووجهه للخرور واختصه به لأن اللام للاختصاص . تناوله بالرمح : أي طعنه به ، وقوله أثنى له :
أراد انثنى ، فأدغم النون في الثاء ثم أبدلها تاء : أي جعل يديه وفمه للخرور . والمعنى : طعنه بالرمح أولا ثم انثنى له في الطعن فخر المطعون المنثى عليه الطعن لليدين وللفم ، وبرواية * دلفت له بالرمح من تحت بزه * وفى رواية :
شققت له بالرمح جيب قميصه * فخر صريعا لليدين وللفم وقد تقدم في سورة البقرة :
( وما الحرب إلا ما علمتم وذقتموا * وما هو عنها بالحديث المرجم ) في سورة الكهف عند قوله تعالى ( رجما بالغيب ) أي رميا بالخبر الخفى وإتيانا به كقوله ( ويقذفون بالغيب ) أي يأتون به أو وضع الرجم موضع الظن فكأنه قيل ظنا بالغيب لأنهم يقولون كثيرا رجم بالظن مكان قولهم ظن حتى لم يبق عندهم فرق بين العبارتين . والرجم في الأصل : الرمي بالرجام وهى الحجارة الصغار ، ثم عبر به عن الظن : ألا ترى إلى قول زهير : وما هو عنها الخ : أي المظنون . الذوق : التجربة ، والمرجم : المظنون الذي يرجم فيه بالظنون . يقول : ليست الحرب إلا ما عهدتموها وجربتموها . وما هذا الذي أقول بحديث مرجم : أي محكوم عليه بالظن ، والبيت من معلقة زهير بن أبي سلمى المشهورة ، وأولها :
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم * بحومانة الدراج فالمتثلم تبصر خليلي هل ترى من ظعائن * تحملن بالعلياء من فوق جرثم فمن مبلغ الأحلاف عنى رسالة ) وذبيان هم أقسمتو كل مقسم ؟
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم * ليخفى ومهما يكتم الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر * ليوم حساب أو يعجل فينقم وما الحرب الخ .
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة * وتضرم إذ أضرمتموها فتضرم ومنها : لدى أسد شاكي السلاح مقذف * له لبد أظفاره لم تقلم جرئ متى يظلم يعاقب بظلمه * سريعا وإلا يبد بالظلم يظلم سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولا لا أبالك يسأم رأيت المنايا خبط عشواء من تصب * تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم وأعلم علم اليوم والأمس قبله * ولكنني عن علم ما في غد عمى ومن لم يصانع في أمور كثيرة * يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله * على قومه يستغن عنه ويذمم ومن يجعل المعروف من دون عرضه * يفره ومن لا يتق الشتم يشتم ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه * يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم