استعملت الغداة والعشية واليوم كما قال : غداة طغت الخ . في كتب النحو طغت بالغين المعجمة وهو تصحيف والصحيح طفت ، والمعنى أنهم علوا في المنزلة والعز بحيث لا يعلوهم أحد ، كما أن الميتة تطفو الماء وتعلو عليه وخصومهم رسبوا . وعاج : أي مال وعدل ، والعوج : عطف رأس البعير بالزمام ، تقول عجته فانعاج ، قال :
عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار * بما تحيون من نؤى وأحجار نبئت نعم على الهجران عاتبة * سقيا ورعيا لذاك العاتب الذارى وعاجت معناه أقبلت . وبكر بن وائل قبيلة ، وشطر تميم نحوهم . ويجوز في صدور الرفع والنصب لأن عاج قد جاء لازما ومتعديا وعلماء أصله على الماء . يقال علماء بنو فلان : أي على الماء .
( ألا أبلغ معاوية بن حرب * أمير الظالمين نثا كلامي بأنا صابرون فمنطروكم * إلى يوم التغابن والخصام ) في سورة يونس عند قوله تعالى ( واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ) أراد معاوية بن أبي سفيان بن حرب وقد نسبه إلى جده . النثاء : الخير والشر يخبر به عن الرجل . وروى أن أبا قتادة تخلف عن تلقى معاوية حين قدم المدينة وقد تلقته الأنصار ، ثم دخل عليه فقال له : مالك لم تتلقنا ؟ فقال : لم يكن عندنا دواب ، قال : فأين النواضح ؟ قال : قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معشر الأنصار إنكم ستلقون بعدي أثرة " قال معاوية : فماذا قال ؟ قال قال : " فاصبروا حتى تلقوني " قال فاصبروا ، قال :
إذن نصبر ، فقال عبد الرحمن بن حسان البيتين :
أفى كل أسواق العراق إتاوة * ( وفى كل ما باع امرؤ مكس درهم ) البيت لزهير . وعزاه في المفضليات لجابر بن حيى الثعلبي ، وهو من قصيدة أولها :
ألا يا لقوم للجديد المصرم * وللحلم بعد الزلة المتوهم وللمرء يعتاد الصبابة بعدما * أتى دونها ما فرط حول مجرم فيا دار سلمى بالصريمة فاللوى * إلى مدفع الفيفاء فالمتثلم ومنها : وكانوا هم البانين قبل اختلافهم * ومن لا يشد بنيانه يتهدم ومنها البيت ، ثم :
ألا تستحى منا ملوك وتتقى * محارمنا لا تتقى الدم بالدم ومنها البيت الآتي ، وهو : * تناوله بالرمح ثم انثنى له * الخ في سورة هود عند قوله تعالى ( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) نهوا أولا عن عين القبيح الذي كانوا عليه من نقص المكيال والميزان ، ثم ورد الأمر بالإيفاء الذي هو حسن في العقول مصرحا بلفظه لزيادة ترغيب فيه وبعث عليه ، وجئ به مقيدا بالقسط : أي من غير زيادة ونقصان ، فإن الازدياد إيفاء وهو مندوب غير مأمور به ، وقد يكون محظورا ، وقوله ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) تعميم بعد تخصيص ، فإنه أعم من أن يكون في المقدار أو في غيره . والبخس : الهضم والنقصان . يريد أخذ الخراج وما هو اليوم في الأسواق من رسوم وظلم . قال زهير * وفى كل ما باع امرؤ مكس درهم *