أيقتلني والمشرفي مضاجعي * ومسنونة زرق كأنياب أغوال وليس بذي سيف فيقتلني به * وليس بذي رمح وليس بنبال وقد علمت سلمى وإن كان بعلها * بأن الفتى يهذى وليس بفعال وهي طويلة ، ولم أورد هذه الأبيات إلا لحلاوة ألفاظها ولطافة فحواها لا لما تضمنته والله من مفهومها ومعناها ، على أن بعض الصحابة رضي الله عنهم سمع مثل هذا الشعر واستحسنه ، واستملحه وما استهجنه ، وقد أشبهت قصيدة امرئ القيس هذه بمعناها قصيدة عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ، ولم يكن في قريش أفصح منه ولا أشعر ، قصد الفقير إثباتها في هذا المحل بحكم أن الشئ بالشئ يذكر ، إذ هي مشابهة لها مشابهة اليوم للأمس ، ومطابقة لها مطابقة الخمس بالخمس . ذكر المبرد في الكامل أن ابن عباس رضي الله عنهما أتى إليه الحرث عم عمر المذكور ومعه ابن أخيه فقال له : إن ابن أخي هذا قال شعرا ، فاستنشده ابن عباس إياه ، فأنشده القصيدة الآتية إلى آخرها ، فقال ابن عباس للحرث : إن بقي ابن أخيك هذا ليخرجن المخبآت من خدورهن ، وهي هذه :
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر * غداة غد أم رائح فمهجر ؟
لحاجة نفس لم تقل في جوابها * فتبلغ عذرا والمقالة تعذر أهيم إلى نعم فلا الشمل جامع * ولا الحبل موصول ولا القلب مقصر ولا قرب نعم إن دنت لك نافع * ولا نأيها يسلى ولا أنت تصبر وأخرى أنت من دون نعم ومثلها * نهى ذا النهى لو يرعوى أو يفكر إذا زرت نعما لم يزل ذو قرابة * لها كلما لاقيتها يتنمر عزيز عليه أن ألم ببيتها * يسر لي الشحناء والبغض يظهر ألكني إليها بالسلام فإنه * يشهر إلمامي بها وينكر بآية ما قالت غداة لقيتها * بمدفع أكنان أهذا المشهر ؟
قفى فانظري أسماء هل تعرفينه * أهذا المغيري الذي كان يذكر ؟
أهذا الذي أطريت نعتا فلم أكن * وعيشك أنساه إلى يوم أقبر ؟
فقالت نعم لا شك غير لونه * سرى الليل يحيى نصه والتهجر لئن كان إياه لقد حال بعدنا * عن العهد والإنسان قد يتغير رأت رجلا أيما الشمس عارضت * فيضحى وأيما بالعشي فيخصر أخا سفر جواب أرض تقاذفت * به فلوات فهو أشعث أغبر قليل على ظهر المطية ظله * سوى ما نفى عنه الرداء المحبر وأعجبها من عيشها ظل غرفة * وريان ملتف الحدائق أخضر ووال كفاها كل شئ يهمها * فليست بشئ آخر الليل تسهر وليلة ذي دوران جشمني السرى * وقد يجشم الهول المحب المغرر