( هل هي إلا حظة أو تطليق * أو صلف أو بين ذاك تعليق ) في سورة النساء عند قوله تعالى ( فتذروها كالمعلقة ) وهي التي ليست بذات بعل ولا مطلقة إذا لم تحظ المرأة عند زوجها . قيل صلفت صلفا ، ونساء صالفات وصلائف .
( إذا جزت نواصي آل بدر * فأدوها وأسرى في الوثاق وإلا فاعلموا أنا وأنتم * بغاة ما بقينا في شقاق ) في سورة المائدة عند قوله تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى ) حكمهم كذا ( والصابئون ) كذلك ، فالصابئون مرفوع للتأخير عما في خبر إن كقوله * فإني وقيار بها لغريب * وأنشد سيبويه شاهدا له * وإلا فاعلموا أنا وأنتم * الخ . فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك . والبيت لبشر بن أبي خازم ، وقبله إذا جزت الخ .
وسبب هذا الشعر أن قوما من آل بدر جاءوا إلى بني طيئ ، فعمد بنو طيئ فجزوا نواصيهم وقالوا : قد مننا عليكم ولم نقتلكم ، وآل بدر حلفاء بني أسد ، فغضب بنو أسد لأجل ما صنع بالبدريين ، فقال بشر بن أبي خازم هذه القصيدة يذكر فيها ما صنع بآل بدر ويقول للطائيين : إذا جززتم نواصيهم فاحملوا إلينا وأطلقوا من أسرتم منهم ، فإن لم تفعلوا فاعلموا أنا نبغيكم ونبقى أبدا معاندين يبغي بعضنا على بعض .
( وإبسالي بني بغير جرم * بعوناه ولا بدم مراق ) في سورة الأنعام عند قوله تعالى ( وذكر به ) أي بالقرآن ( أن تبسل نفس بما كسبت ) أي مخافة أن تسلم إلى الهلكة والعذاب ، وأصل الإبسال المنع لأن المسلم إليه يمنع المسلم . والباسل : الشجاع لامتناعه من قرنه . يقال بسر الرجل : إذا اشتد عبوسه ، فإذا زاد قالوا بسل . والبعو : الجناية . والبيت لعوف بن الأحوص يتحسر على تسليم أبنائه إلى الهلكة بغير جرم جرموه ولا دم أراقوه ، وكان رهن بنيه وحمل لبني قشير دم ابني السجفية ، فقالوا لا ترضى بك فدفعهم رهنا .
وفارس في غمار الموت منغمس * إذا تألى على مكروهة صدقا غشيته وهو في جأواء باسلة * عضبا أصاب سواء الرأس فانفلقا ) في سورة الأنفال عند قوله تعالى ( فاضربوا فوق الأعناق ) والمعنى : فاضربوا المقاتل والشوى ، لأن الضرب إما واقع على مقتل أو غير مقتل ، فأمرهم أن يجمعوا عليكم النوعين معا . والغمر : الماء المغرق . والغمس : هو إرسال الشئ في ماء . تألى : أي حلف . والتغشي : أصله الإتيان والملابسة ، ومنه الغشاوة والغطاء . والجأواء :
الكتيبة العظيمة التي اسودت أو اخضرت من كثرة السلاح ، وهو من الجؤوة : يعني أحضروا بالسلاح . والبسالة :
الشجاعة ، يقال رجل باسل وأسد باسل . والعضب : السيف القاطع . وأصاب بمعنى طلب وبمعنى نال ، ويقال في المثل : أصاب الصواب فما أخطأ الجواب : أي طلب الصواب . والسواء : الوسط ، ومنه قوله تعالى ( سواء الجحيم ) . ومعنى البيت : رب فارس في غمار الموت منغمس إذا حلف على مكروهة من المكاره صدق في يمينه ولا يحنث . ثم قال : غشيته ، أي رب فارس صفته كذا أنا ضربته وهو في جيش تام السلاح بعضب قاطع أصاب وسط رأسه فشقه .
( كما جوز السكي في الباب فيتق )