responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 419


وقد عظم البعير بغير لب * فلم يستغن بالعظم البعير يصرفه الصبى بكل وجه * ويحبسه على الخسف الجرير ( وتضربه الوليدة بالهراوي * فلا غير لديه ولا نكير ) في سورة يس عند قوله تعالى ( فهم لها مالكون ) وهو من جملة النعم الظاهرة ، وإلا فمن كان يقدر عليها لولا تذليله وتسخيره . والخسف : الذل . والجرير : حبل يتخذ للبعير كالعذار للدابة وليس الزمام ، وبه سمى الرجل جريرا . والهراوي جمع هراوة : وهي العصا . والمعنى : ترى البعير من عظمه وقوته ما لم يصحب عظم اللب وقوة التمييز لم يستغن بما أعطى من ذلك ، بل تراه مسخرا للصبي على وجه التذلل ، وأن الوليدة تضربه أوجع الضرب فلا إنكار منه ولا ذهاب عنه ولا تغير إليه ولا نكير لديه . حكى عن عند الملك بن مروان أنه كان يحب النظر إلى كثير عزة ، فلما ورد عليه إذا هو حقير قصير تزدريه العين ، فقال عبد الملك : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ، فقال : مهلا يا أمير المؤمنين ، فإنما المرء بأصغريه : قلبه ولسانه إن نطق نطق ببيان ، وإن قاتل قاتل بجبان ، وأنا الذي أقول :
وجربت الأمور وجربتني * وقد أبدت عريكتي الأمور وما تخفى الرجال علي إني * بهم لأخو مثاقبة خبير ترى الرجل النحيف فتزدريه * وفى أثوابه أسد زئير ويعجبك الطرير فتبتليه * فيخلف ظنك الرجل الطرير وما عظم الرجال لهم بزين * ولكن زينها كرم وخير بغاث الطير أطولها جسوما * ولم تطل البزاة ولا الصقور * وقد عظم البعير بغير لب * إلى آخر الأبيات ، وبعدها :
وعود النبع ينبت مستمرا * وليس يطول والقصباء خور ( لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم * لبئس الندامى أنتم آل أبجرا ) هو للأبيوردي . في سورة الصافات عند قوله تعالى ( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) يقال أنزف القوم : إذا انقطع شرابهم : أي صار ذا نزف ، ونظيره أقشع السحاب وقشعته الريح : أي دخل في القشع ، ونزف منه الدم :
إذا خرج منه دم كثير حتى يضعف ، ونزف الرجل في الخصومة : إذا انقطعت حجته . يخاطب أهل أبجر ويقسم ويقول : بئس الندامى أنتم سكرى أو صاحين .
جد بالوفاق لمشتاق إلى سهره * ( إن لم تجد فحديث ما على قصره ) في سورة ص عند قوله تعالى ( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ) من جهة أن ما مزيدة وفيها معنى الاستعظام كما في قول امرئ القيس :
( ألف الصفون فما يزال كأنه * مما يقوم على الثلاث كسيرا )

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست