responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 417


إذا ما بدا من صاحب لك زلة * فكن أنت محتالا لزلته عذرا وعلى كل حال فلله در من قال ( هو النابغة الذبياني ) :
ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب ( وإنك لو رأيت أبا عمير * ملأت يديك من غدر وختر ) في سورة لقمان عند قوله تعالى ( وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور ) الختر أشد الغدر ، ومنه قولهم : إنك لا تمد لنا شبرا من غدر إلا مددنا لك باعا من ختر . يريد المبالغة في وصف غدر أبي عمير . روى " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا عد بأصابع يده اليمنى : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وبأصابع يده اليسرى اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني ، فقال له صلى الله عليه وسلم : ملأت يديك خيرا " فعلى القياس : من عد معايب أحد بأصابع يديه ملأ يديه شرا ، فكأن القائل ينبه أن في أبي عمير عشرا من الأخلاق الذميمة .
( ولا يكشف الغماء إلا ابن حرة * يرى غمرات الموت ثم يزورها ) هو من أبيات الحماسة ، وبعد البيت :
نقاسمهم أسيافنا شر قسمة * ففينا غواشيها وفيهم صدورها في سورة السجدة عند قوله تعالى ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ) والمعنى : أن الإعراض عن مثل آيات الله في وضوحها وإنارتها وإرشادها إلى سواء السبيل بعد التذكير بها مستبعد جدا كما في البيت ، فإنه استبعد أن يزور غمرات الموت بعد أن رآها واستيقنها واطلع على شدتها : أي لا يكشف الخصلة الشديدة إلا رجل كريم يرى قحم الموت ثم يتوسطها لا يعدل عنها ، وإنما قال ابن حرة ليصير مهيجا لأنفته ، وفي إيثار لفظ الزيارة وإشعاره بأنه يلاقيها لقاء معظم لمحبوبه من المبالغة ما لا يخفى . وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الجاثية عند قوله تعالى ( ثم يصر مستكبرا ) من حيث أن معنى ثم الإيذان بأن فعل المقدم عليها بعد ما رآها وعاينها شئ مستبعد في العادات والطباع ، وكذلك آيات الله الواضحة الناطقة بالحق من تليت عليه وسمعها كان مستبعدا في العقول إصراره على الضلالة عندها واستكباره عن الإيمان بها .
( أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم * فلم يحل للعينين بعدك منظر ) هو لكثير عزة . في سورة سبأ عند قوله تعالى ( لقد كان لسبأ في مساكنهم آية جنتان ) إلى آخر الآية ، فإنهم لما عدوا النعمة نقمة والإحسان إساءة جعلناهم أحاديث ومزقناهم في البلاد ، فصار يضرب بهم المثل فيقال :
تفرقوا أيدي سبا ، وصاروا أيدي سبا ، قال الشاعر :
ألموا بدار فرق الدهر أهلها * أيادي سبا في شرق أرض ومغرب يا عز أصله يا عزة وهي اسم معشوقته ، وما للدوام . والحلو من الرجال والنساء : ما تستحليه العين ، تقول حلى بعيني حلاوة . والمراد بالأيدي الأولاد ، لأن الأولاد أعضاد الرجل لتقويه بهم ، وفي المفصل : أن الأيدي الأنفس كناية أو مجازا . واستشهد به على أنه أجرى مجرى المثل ولهذا استعمل في المفرد .
( تمنى نئيشا أن يكون أطاعني * وقد حدثت بعد الأمور أمور ) في سورة سبأ عند قوله تعالى ( وأنى لهم التناوش ) قوله نئيشا : أي أخيرا ، من قولهم : نأشت إذا أبطأت

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست