responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 395


في سورة البقرة عند قوله تعالى ( صم بكم عمى ) أي ليس لك أن تقول قد طوى في قوله ( صم بكم عمى ) ذكر المستعار له وهم المنافقون عن الجملة بحذف المبتدأ فليكن ذلك استعارة ، قلنا إن المطوى هنا في حكم المنطوق به ، ونظيره قوله عمران بن حطان قاتل الحجاج : أسد على : أي أنت أسد . والنعام يضرب به المثل في الجبن فيقال : إنه لأجبن من نعامة . والفتخاء تأنيث الأفتخ ، والفتخ : هو انفراج ولين في الأصابع . وغزالة : امرأة شبيب الخارجي . قيل إن الحجاج قتل شبيبا الخارجي ، فدخلت امرأته غزالة الكوفة في ثلاثين فارسا ومعها ثلاثون ألف مقاتل ، فصلت الغداة وقرأت البقرة وحاربته سنة كاملة وهزمت الحجاج وهى تمشى خلفه . فالشاعر يقول : هو أسد على وفى الحروب مثل النعام جبنا ينفر من صفير الصافر . والصفير : صوت المكاء ، ثم وبخه وعيره وقال : هلا حملت على هذه المرأة في الوغى ، بل كان قلبك في الوجيب والخفقان من الحزن في جناحي طائر .
( يا تيم تيم عدى لا أبا لكم * لا يلقينكم في سوأة عمر ) تعرضت تيم لي عمدا لأهجوها * كما تعرض لأست الخارئ الحجر في سورة البقرة عند قوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ) حيث أقحم الموصول الثاني بين الأول وصلته تأكيدا كما أقحم جرير في قوله : يا تيم تيم تيما الثاني بين الأول وما أضيف إليه .
قال الميداني : إذا قال لا أبا لكم لم يترك من الهجو شيئا . قيل كان عمر التميمي أراد أن يهجو جريرا ، فخاطب جرير قبيلة تيم وقال لهم : لا تتركوا عمر أن يقول شعرا في هجوى فيصيبكم شرى ومكري بسبب عمر . وفى البيت الثاني هجا نفسه أقبح هجو لأنه شبه نفسه بأست الخارئ .
( أربا واحدا أو ألف رب * أدين إذا تقسمت الأمور ) في سورة البقرة عند قوله تعالى ( فلا تجعلوا لله أندادا ) وقائله زيد بن عمرو بن نفيل حين فارق دين قومه قال تعالى ( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) وبعد البيت :
تركت اللات والعزى جميعا * كذلك يفعل الرجل البصير ( ولرهط حراب وقذ سورة * في المجد ليس غرابها بمطار ) قوم إذا كثر الصياح رأيتهم * وقرا غداق الروع والانفار في سورة البقرة عند قوله تعالى ( فأتوا بسورة من مثله ) إذ أريد بالسورة المرتبة لأن السور كالمنازل والمراتب يترقى فيها القارئ ، وحراب بالراء : حراب بن زهير . وقذ بالذال المعجمة : قذ بن مالك ، وهما أسديان . يصف الرهطين بالكثرة ودوام المجد لهم ، فإن النبات والشجر إذا كثر قيل لا يطار غرابه . وقوله في المجد استعارة بأن مجدهم دائم ليس بمقلع ثابت غير منقشع : وأصل ذلك أن النبات والشجر إذا كثر قيل لا يطير غرابه : أي إذا وقع في هذا المكان الخصب لا ينتقل إلى غيره . وقوله : إذا كثر الصياح : أي في الحروب . وقوله وقرا من الوقار : أي لا يستفزهم الصياح ، ووصف الصحابة رضي الله عنهم كأنهم على رؤوسهم الطير لسكونهم من هيبته صلى الله عليه وسلم ، وأصله أن الغراب يقع على رأس البعير فيلتقط منه الحلمة والحمنانة ، ولا يحرك رأسه لئلا ينفر منه الغراب .
( إن الكرام كثير في البلاد وإن * قلوا كما غيرهم قل وإن كثروا ) في سورة البقرة عند قوله تعالى ( يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا ) يعنى أهل الهدى كثير في أنفسهم ، وحين

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست