responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 314


ولنقدم قبل الشروع في المقصود مقدمة وهى أنا لمحنا في الديباجة ببعض ألفاظ تحتاج إلى إفصاح . ولوحنا إلى مقاصد تفتقر إلى إيضاح ، وهى قولنا على أنه لم يفت الشارح المذكور من الأبيات إلا الثمد والسبد واللمم ، أو ما أغفل منها فلم يجر عليه القلم ; أما الثمد فهو تلميح إلى بيت أغفله في سورة مريم عند قوله تعالى ( وآتيناه الحكم صبيا ) وهو بيت النابغة الذبياني :
واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت * إلى حمام سراع وارد الثمد وأما السبد فهو تلميح إلى بيت أغفله في سورة عند قوله تعالى ( رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ) وهو قوله :
سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا * فكيف لو قد سعى عمرو عقالين لأصبح الناس أوبادا ولم يجدوا * عند التفرق في الهيجا جمالين وأما اللمم فهو تلميح إلى بيت أغفله في سورة النجم عند قوله تعالى ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ) وهو قوله :
لقاء أخلاء الصفاء لمام * وحبل وصال الغانيات رمام وأما قولنا أو ما أغفل منها فلم يجر عليه القلم ، فهو إيماء إلى بيتين أوردهما المصنف من نظمه في سورة القلم حيث قال يعنى نفسه . ولبعضهم في صفة القلم : ورواقم رقش إلى آخر البيتين ; ثم لا يخفى على من ذاق هذا الكلام وتأمله أن في هذه الألفاظ ما يلوح إلى قلة ما أغفله .
ونسأل الله تعالى أن يوسع علينا فضله ، ويوقظنا من سنة الغفلة ، ويعصمنا من الزلل والخطأ ، وأن لا نكون ممن اتبع هواه وكان أمره فرطا ، والله تعالى ولى التوفيق ، والهادي بالعناية إلى أقوم طريق ، وهو حسبي ونعم الوكيل :
سورة الفاتحة ( باسم الذي في كل سورة سمه * قد وردت على طريق تعلمه ) هذا البيت ثاني أبيات الكشاف ، وإنما ابتدأنا به هنا تبركا باسمه سبحانه وتعالى ، والبيت لرؤبة بن العجاج .
والشاهد فيه كون الاسم أحد الأسماء العشرة التي بنوا أوائلها على السكون ، فإذا نطقوا بها مبتدئين زادوا همزة لئلا يقع ابتداؤهم بالساكن ، وإذا وقعت في الدرج لم تفتقر إلى زيادة شئ واستغنى عنها بتحريك الساكن ، وبعد البيت :
أرسل فيها بازلا يقرمه * فهو بها ينحو طريقا يعلمه أي أرسل بازلا في حال كون المرسل قرمه : أي تركه على المعل للفحلة فالبازل يقصد بتلك الإبل طريقا يعلمه لأنه ألف ذلك العمل : أي الجماع ، والبازل الذي انشق نابه ، وذلك في السنة التاسعة وربما بزل في الثامنة ، وبعد الآن نشرع في شرح الأبيات على ترتيب الحروف .

نام کتاب : تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف نویسنده : محب الدين الأفندي    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست